منوع

أول من اكتشفها راعي غنم وأطلق عليها “اختراع الشيطان”

أخيراً حل اليوم الذي ينتظره كل مدمني العمل و”الكافيين” حول العالم، من أجل الاحتفال بمشروبهم المفضل (القهوة) عند كل صباح، في 29 أيلول من كل عام.

إذا كنت تعتقد أنك عاشق مثلي للقهوة، فقد تعيد التفكير في هذا، عندما تعلم أن هناك رجلاً زار أكثر من 15 ألف فرع من فروع “ستاربكس” العالمية.

وعلى الرغم من أنه لا يوجد رواية محددة حول أصل القهوة واكتشافها، إلا أن أبرز “أسطورة” كانت مرتبطة براعي غنم.

وبحسب جمعية البن الوطنية، التي تأسست في عام 1911، فإن تراث القهوة المزروعة في جميع أنحاء العالم يرجع إلى قرون مضت، وتحديداً في غابات البن القديمة بالهضبة الإثيوبية، حيث كان هناك راعي غنم يدعى “كالدي” هو أول من اكتشف إمكانات هذه الحبوب السوداء.

وتقول “الأسطورة” الأكثر تداولاً بين الناس، أن كالدي اكتشف القهوة، بعدما لاحظ تأثر الماعز لديه بحيوية شديدة، بعد تناولها من شجرة توت القهوة، لدرجة أنها لم تكن قادرة على النوم ليلاً.

وسارع كالدي بإلإبلاغ عن النتائج التي توصل إليها إلى رئيس الدير المحلي، الذي تناول بدوره مشروباً من توت القهوة، ليكتشف أنه ظل في حالة صحوة خلال ساعات طويلة من صلاة العشاء.

ومع زيادة انتقال تأثير القهوة ناحية الشرق، وصلت القهوة إلى شبه الجزيرة العربية، ومنها إلى كافة أنحاء العالم.

مع حلول القرن الـ15، بدأت زراعة البن وتجارته في شبه الجزيرة العربية، وكانت القهوة تزرع في البداية بالمنطقة العربية اليمنية، وبحلول القرن الـ16 أصبحت معروفة في بلاد فارس ومصر وسوريا وتركيا.

ومع زيادة معرفة الناس بالبن في منطقة الشرق الأوسط، انتشرت شعبية المقاهي التي يتجمع فيها الناس للشرب والتواصل الاجتماعي، وكان يشار إلى هذه الأماكن بـ”مدارس الحكماء” وفقاً لجمعية البن الوطنية، وذلك لأنه “إذا كان مكان وعاء القهوة بداخل غرفة الاستراحة، فهذا ينقل نوعاً من الحكمة”.

مع حلول القرن الـ17، شقت القهوة طريقها إلى أوروبا وأصبحت شعبية في جميع أنحاء القارة، ولكنها قوبلت من جانب بعض الناس في بادئ الأمر بشك وخوف، ووصفوها بأنها “اختراع الشيطان المرير”.

وعندما وصلت القهوة إلى فينيسيا في عام 1915، أدان رجال الدين المحليين القهوة، وصاحبها جدلاً كبيراً آنذاك، لدرجة أن البابا كليمنت الثامن طُلب منه التدخل لإقرار ما إذا كانت خطرا يهدد المجتمع، فقرر أن يتذوق المشروب بنفسه قبل اتخاذ قرار بشأنها، ولكنه وجد أن المشروب البني الشهير مرضياً له، لدرجة أنه منحه موافقة البابوية.

وعلى الرغم من هذا الجدل، فقد تحولت المقاهي سريعاً إلى مراكز للنشاط الاجتماعي والتواصل في المدن الرئيسية، في إنكلترا والنمسا وفرنسا وألمانيا وهولندا، وسرعان ما بدأت القهوة في حل محل مشروبات الإفطار بأوروبا في ذلك الوقت، وهي البيرة والنبيذ.

وبحلول منتصف القرن الـ17، كان هناك أكثر من 300 مقهى في لندن، استقطب الكثير من الزبائن من مختلف المهن، بما في ذلك التجار وعمال الشحن والسماسرة والفنانين.

مع استمرار انتشار الطلب على القهوة، كانت هناك منافسة شرسة لزراعة القهوة خارج الجزيرة العربية، حتى حصل الهولنديون في النهاية على شتلات منها في النصف الأخير من القرن الـ17.

وواجهت محاولات الهولنديين الأولى لزرع القهوة في الهند الفشل، لكنهم نجحوا في جهودهم في باتافيا، وفي جزيرة جاوة فيما يعرف الآن بإندونيسيا، ثم إلى جزر سومطرة وسيليبس.

وواصل المبشرون والمسافرون والتجار والمستعمرون حمل بذور القهوة إلى أراض جديدة، وزرعت أشجار البن في جميع أنحاء العالم، وتم إنشاء مزارع في الغابات الاستوائية الرائعة وعلى المرتفعات الجبلية الوعرة.

وبحلول نهاية القرن الـ18، أصبحت القهوة واحدة من أكثر محاصيل التصدير ربحية في العالم، بل وتعتبر السلعة الأكثر طلباً في العالم بعد النفط الخام.