الشريط الاخباريثقافة وفنسلايد

نرمين منصور جبيس لـ “البعث ميديا”: معرضي يوثق “حلب” خلال الحرب

خاص – البعث ميديا

تقرير: سوار ديب

 

 

“الفن بالنسبة لي هو من أولويات حياتي فهو يكمن في جميع تفاصيلها”، هكذا بدأت الحديث عن شغفها في الحياة، وعما تمارسه يوميا وتسعى للوصول إلى القمة فيه.

الفنانة  التشكيلية نرمين منصور جبيس التي أقامت معرض فردي للفن تشكيلي في قاعة العرش بقلعة مدينة حلب، متضمناً عدة لوحات تحدثت عن واقع مدينة حلب خلال الحرب.

البعث ميديا التقت الفنانة نرمين جبيس وكان لها اللقاء التالي:

من هو الداعم الأكبر، وله الدور المحوري في إتقانك للفن التشكيلي؟

داعمي الأكبر هو فضولي نحو التعلم والاستكشاف والتجريب، شغفي نحو الفن بدأ من الصغر، كنت أعيش في مدينة اللاذقية على مدى ١٢ عام أي قبل بداية الأزمة، لكن حنيني وانتمائي لمدينة حلب كان يجعل عواطفي تتسابق نحو بناء أفكار تجاه مدينتي الأم وعودتي إليها، وأجلعها فخورة بي، أي إن هناك علاقة خاصة ووطيدة بيني وبين حلب وحجارتها على وجه الخصوص.

حدثينا عن  فكرة المعرض؟

هو المعرض الفردي الأول، والأول لي في مدينة حلب، بالإضافة لكونه أول معرض يقام في «قلعة حلب – قاعة العرش»، مما جعل الموضوع أشبه بحلم يتحقق وجعله على وتيرة عالية من التميز.

هل إقامة معرض “منفرد” كان فيها عقبات؟

 أن أقيم معرض منفرد وبهذا الموقع شكل لي تحدياً مع ذاتي، وهذا لم يكن عقبة بل دافع.

 

هل الفن التشكيلي في سورية قادر على تغطية نفقات الفنان التشكيلي مادياً، و هل إقامة المعارض تعود بالنفع المادي المأمول لصاحبه؟

الفن في سورية وفي كل بقاع الأرض يأخذ منحيين أحدهما فني بحت والآخر تجاري، وأنا أقدر الفن بقيمة لا يسعني فيها رسم أعمال تجارية لأجل تحقيق المنفعة المادية فقط، وأقمت معرضي بغرض العرض وتشجيع الثقافة في المدينة وتشجيع روح الفن الموجود أصلاً،  بدءً من قلعتها.

وأضافت جبيس المال مطلوب في جميع جوانب الحياة، و لا مانع لدي من بيع أعمالي التي تحمل رسائل عدة.

 

كم عمل ضم المعرض، وما هي الأنماط يلي تم اختيارها؟

ضم المعرض 25 عملاً اخترت هذا الرقم لأضع بصمتي وأسجل رقم عمري الفعلي، كأول فنانة دخلت وعرضت بقاعة العرش.، أما التقنية المستخدمة فكانت زيتية بلمسات من مدارس الرسم الانطباعية الرمزية.

 

وبالحديث عن محتوى الأعمال فكان المعرض بمسمى «مدد حلب» وتعني كلمة “مدد” أي طلب العون من الله، وكل عمل يحكي عن جانب مثل الفن، والطرب الممثل بالعود، مثل المدد في  الحب والسلام والحرب، والحفاظ على التراث وانجلاء الضباب ودخول النور لقلوبنا لننشرها نحن في أزقة مدينة حلب.

 

وعلى صعيد الإقبال والزوار للمعرض فتحدث جبيس قائلة: “إقبال الزوار على المعرض شهد أعداداً لا بأس بها من الأفراد العامة، وعلى الصعيد الخاص فقد تجلى بحضور الشخصيات وبعض المسؤولين من محافظة حلب ومديرية الثقافة وأمين فرع الحزب وحضور وفد من اتحاد الطلبة العرب من عدة جنسيات عربية،  وعدد من أهل الصحافة والإعلام.

 

كما شهد المعرض زيارة عدة وفود عربية وأجنبية ولاتينية من الأرجنتين واسبانيا – دير راهبات من جمهورية مصر – وفد يرافق الأب جبرائيل عازار من مدينة حلب – ووفد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

هل الفن التشكيلي مظلوم من الناحية الإعلامية.. وماذا ينقصه؟

من الناحية الإعلامية هناك سبقاً نحو الصخب، بمعنى نرى عدة حفلات “غنائية” أقيمت وتمت تغطيتها إعلامياً بشكل أوسع، وبالإجابة عن الشق الثاني للسؤال.. “الفن التشكيلي في سورية ينقصه الاهتمام اللازم والواجب الاهتمام به لما يحمله من قيمة”.

 

وأردفت جبيس فكرتي كانت هادئة وحالمة ضمن قاعة العرش الأثرية، أردت أن أرسل عدة رسائل بإن “لوحاتي تحمل شيئاً من الماضي والحاضر وما نأمل في المستقبل لمدينتي حلب ولسورية عموماً وتصوراً لمشاهد حدثت وأحدثت فينا ألماً”.

نحن شعب سيبقى يحكي ما عاشه في الحرب، وما لامس أرواحنا بالأذى إلى أن نغسله بالمجد والازدهار، إلى أن نعوض ما فات عبر كل الوسائل المتاحة.

 

يذكر بأن نرمين منصور جبيس، من مواليد مدينة حلب، خريجة كلية الفنون الجميلة جامعة تشرين اللاذقية.