الشريط الاخباريمنوع

برنامج “أكلناها”.. الوجه الآخر للصحافة الصفراء!

البعث ميديا || عمر محمد جمعة:

كان يمكنُ لحلقة الفنانة اللبنانية ورد الخال في برنامج “أكلناها”، الذي يقدّمه الفنان باسم ياخور على قناة “لنا”، وعُرضت مساء الخميس (10 تشرين الأول 2019)، أن تمضي بسلام كما مضت سابقتها الفنانة وفاء موصللي، لولا عودة ياخور من جديد إلى أسئلته الفضائحية التي ذهبت في أكثر من حلقة نحو موضوعات الخيانة والجنس والتعري وطلاق الفنان أو الفنانة أو الإضاءة والكشف عن خلافاته مع زملائه في الوسط الفني، أو أن هذا الفنان أو الفنانة كذبة كبرى لا يستحق أن يكون ممثلاً، ما يذكرنا بما تلجأ إليه الصحافة الصفراء من إثارة، عبر البحث وتظهير هذه الموضوعات المخجلة والتي تغيّب القيمة الفنية أو الإنسانية للفنان الضيف!.

فجواباً على سؤاله، اعترفت ورد الخال بأنها خانت شريكاً لها يوماً ما، وأوجعها ضميرها نتيجة ذلك رغم أنها غير نادمة على هذا الفعل، وأنها تتمنى على الفنانة ستيفاني صليبا أن تكتفي بعرض الأزياء وتبتعد عن التمثيل، (وللتذكير فقط أظهرت صليبا براعة فائقة في أداء دورها بمسلسل “دقيقة صمت” للمخرج الراحل شوقي الماجري)، وبالتأكيد هذه الإجابة ستدفع صليبا ربما للردّ كما حدث سابقاً في البرنامج نفسه، بين شكران مرتجي وأمل عرفة، ويزن السيد ومعتصم النهار، وقصي خولي وتيم حسن وباسم ياخور ذاته، أو خلافه الذي شغل السوشال ميديا لمدة طويلة مع الفنان أيمن رضا… وغيرهم.

لا ندري لماذا ينحدر فريق “أكلناها” إلى هذا الدرك، ويلجأ إلى هذا النمط من الأسئلة المبتذلة، الجريئة في شكلها الوقحة في مضمونها، وكأنّ المشاهد اليوم تناسى كل مشكلاته وتفرّغ للبحث في أخبار الخيانة الزوجية والطلاق والجنس والتعري والتقييم السطحي لهذا الفنان أو تلك الفنانة وهل يستحق أن يكون ممثلاً أم لا؟؟!!.

وبالتأكيد هذا المشاهد لا يهمّه لماذا قامت زوجة الشيف أنطوان الحاج الثانية بخيانته قبل أن يطلقها، وأنها كانت تصغره بـ 23 عاماً، ولديها ملابس تصلح لافتتاح محال للألبسة ومئات الأحذية، وأنه اشترى لها سيارة بقيمة 42 ألف دولار.

وفي الوقت عينه لن يكون هذا المشاهد مبالياً باتهام الممثلة ديمة الجندي للفنانة نسرين طافش، بأنه لا يمكن أن تصبح طافش صديقتها في يوم من الأيام لأنها مؤذية، آذت صديقتها ديما بياعة وآذت أختها، ورفض الجندي للتعري كاملاً في فيلم سينمائي مقابل 2.5 مليون دولار، كما لن يهمه رأي الفنانة ديمة بياعة بالشذوذ والمثلية الجنسية، وما هو موقف الفنان محمد حداقي من قيام ابنته بإقامة علاقات جنسية حميمة خارج إطار الزواج، وهل يؤيد الفنان أندريه سكاف الجنس قبل الزواج أو يقبله على ابنته، وهل تقبل باميلا الكيك دوراً تتعرى فيه، ولماذا حبس الفنان حسام تحسين بيك ابنته نادين 15 يوماً، أو هل يرضى هذا الفنان أو تلك الفنانة القيام بالإعلان لألبسة داخلية مقابل المال.. وسواها من الأسئلة التي تشي بالطبيعة الحقيقية للبرنامج الذي يتبنى ما تقوم به الصحافة الصفراء من إثارة كما أسلفنا!!.

كما لا يمكن أن نتفهّم كيف يدافع فنان قدير كمقدم البرنامج باسم ياخور عن هذا المستوى من الأسئلة المثيرة، المحرجة والمخجلة في آن معاً، وقوله في أحد تصريحاته: “حاولنا نعمل شيء مختلف من البرامج، شكل إشكالي وأتصور أن لديه متابعة كتير كبيرة.. أي برنامج ناجح بيصير عليه جدل ولو لم يُثير الجدل لا يكون ناجحاً، والبلبلة والنزاعات موجودة باستمرار لدى الفنانين وهذا البرنامج هيك نوعه”.. مضيفاً: “هذه الأسئلة يضعها كادر الإعداد المكون من 12 شخصاً على رأس كادر الإعداد السيدة رولا سعد وأنا باخد قبل بداية الحلقة الكروت التي توضع عليها الأسئلة ثم يصير عنصر المفاجأة وهذا النوع من اللعب بين المقدم والضيف”!!. (لا نعلم نحن درجة قناعته الحقيقية بمثل هذا التبرير أو هذا النمط من الأسئلة، وهو الذي رفض سؤالاً بأن تقوم زوجته بأداء دور غرامي مع أي ممثل!!).

هذا الشكل من البرامج وصفته الفنانة سوزان نجم الدين بأنه يؤدي إلى الفتنة، بعد السجال الذي حدث على السوشال ميديا وبعض وسائل الإعلام بينها وبين باسم ياخور، حيث استغرب ياخور بداية تصريح نجم الدين في برنامج إذاعي أنها ستحلّ ضيفة على إحدى حلقات برنامجه، قائلاً: “مع احترامي الشديد لسوزان نجم الدين لكنها لم تُدعَ للبرنامج”. ولتردّ نجم الدين تالياً بأنه تمّ التنسيق معها عبر الهاتف عدة مرات، وهي تمتلك التسجيل الصوتي الكامل الذي يثبت ذلك (وقد بثته فيما بعد)، لافتة إلى أن السبب الحقيقي لاعتذارها لم يكن انشغالها بالتصوير، كما قالت سابقاً احتراماً لزميلها ياخور، بل رفضها المشاركة في برنامج يقوم على زرع الفتنة والضغينة والتفرقة بين الفنانين السوريين، ولتطالب في حوار تلفزيوني لاحق بإيقاف مثل هذه البرامج ومنع عرضها.

لن نكون قساةً في الحكم النهائي على برنامج “أكلناها” ونطالب بإيقافه، بل نتمنى إعادة النظر بطبيعة الأسئلة التي يتبناها على الأقل للحفاظ على الصورة المثالية لفنانينا وفناناتنا الذين باتوا ضحايا لخلافات هم بغنى عنها، وكائنات مشوهة بسبب تظهير فضائحهم والخوض في حياتهم الشخصية على حساب قيمتهم الفنية والفكرية ومكانتهم السامية، وفي الوقت نفسه تنبيه الفنان باسم ياخور من الغرق أكثر في هذه الورطة التي تمثل الوجه الآخر الأبشع للصحافة الصفراء.