منوع

الفتيات والأركيلة!

رغم مضارها ومخاطرها على الصحة إلا أنها باتت هاجس الكثيرين، “الأركيلة” هل هي موضة العصر أم أسلوب لمجاراة الرجال؟ أم محاولة للتمرّد على العادات والتقاليد؟!

فيما مضى كان الشباب يتناولون الأركيلة في المقاهي المغلقة حصرا من باب الحياء، أما اليوم ومع انتشار الفضائيات والخيم الرمضانية، زادت الظاهرة ولم تعد حكرا على الشباب بل أصبحت الفتيات يتناولنها وبشكل علني.

فغالبا ما نجد الأركيلة ضيفة جلساتهن السامرة في المقاهي، ورغم إدراك البعض لمخاطرها لكن محبو الأركيلة وما يروّجون له من معلومات مغلوطة بأنها غير ضارة ولا تؤذي، مبررين هذا بأن الأركيلة أفضل من التدخين ولا تلقى إدانة..حفّز البعض على تداولها وإدمانها.

 

هنا يبرز سؤال كيف لاقت تلك الظاهرة إقبالاً بين الفتيات وما سرّ إدمانهن عليها؟ للإجابة قمنا بالتقصي من خلال لقاء عينة من الفتيات من مختلف الأعمار.

“صبا” ربّة منزل علّلت تناولها لـ”لأركيلة” بشكل يومي لشعورها بالمتعة “بتعبّي الراس” وخاصة بنكهة التفاح، بينما “علا” أقرّت بأنها لم تكن تعرف “الأركيلة” ولكن صديقتها في الجامعة عرضت عليها تجربتها، وتقول “علا” أنها رفضت في البداية لكن مدح صديقتها لـ”الأركيلة” جعلها تجربها  كنوع من “التحدي” بحسب وصفها!

وعلى طاولة منفردة أمام نافذة مقهى جلست فتاة وحيدة، تمسك بيدها خرطوم  “الاركيلة”

تسحب بقوة لتنفخ في الهواء مشكلة ضبابا كثيفا، استأذنتها بالجلوس، بالنسبة لها الأركيلة “طقس لا يعرفه إلا من ذاق مرارة الحياة”!  قلت لها كيف؟ قالت فيها هروب من واقعي الأسري المرير، هنا مع الاركيلة “بتعمل جو” ربما لساعات وبعدها انطلق وأعود لحياتي بطاقة أكثر.

بينما “هزار” ترى الأركيلة موضة والتعريف بأنها من العائلات “الأكابر”! بينما البعض يرين فيها مجاراة لرفيقاتها كمحاولة لإثبات مساواتها بالرجل.

نظرة المجتمع للفتاة التي تدخن “الاركيلة”

البعض من الشبان يعتبرها تمردا على العادات والتقاليد، بينما آخرون يرونها حرية شخصية، على حسب قول بعضهم: نحن كشباب جامعة ننظم رحلات ونحتسي الأركيلة سوية فهي تخلق جو من الألفة والمحبة، على النقيض من ذلك يراها شباب آخرون بأنها تمرد وتجرد من الأنوثة، فهم يرفضون تماما فكرة جلوس الفتاة بالمقهى وتدخينها الأركيلة متشبهة بالرجل، معتبرين أن المجتمع شرقي والأركيلة دخيلة لا يليق بالفتاة تناولها، فيما يحاول البعض الآخر الإساءة للفتاة التي تدخن الاركيلة، وبرأيهم هذه الفئة من الفتيات هن عاطلات عن العمل ولا يقمن بشيء مفيد سوى الجلسات النسائية والأركيلة، جدير بهن على حد قولهم أن يتفقدن جمالهن ويعتنين ببشرتهن، فجميل أن يفوح عطر الورود منهن على أن تفوح منها رائحة التنبك.

رأي الأخصائيين

أخصائيون قالوا إن ما يدفع الفتاة إلى تناول الأركيلة، هي عوامل أسرية متعددة كالتفكك والخلافات الزوجية التي تقود إلى إهمال التنشئة الاجتماعية السليمة أو وجود فرد يتناول الأركيلة  وكذلك صديقات السوء، وحالات القلق والاكتئاب، كل هذه العوامل تشجع بعضهن لتناول الاركيلة!

بينما البعض يدخن الأركيلة كوسيلة رفاهية والبعض يجدن فيها تمردا وخروجا عن التقاليد، فتنساق لرغبة المغامرة والتجربة، والرغبة في الاستقلالية والقوة.حسب رأي الاخصائيين.

أضرار “الأركيلة” على صحة الفتاة

أثبتت دراسات عديدة أن لـ”الأركيلة” أضرارا كبيرة، فـ”المعسل” يحتوي على نسبة كبيرة من النيكوتين مما يزيد من خطر إدمانه، ناهيك عن تأثيره الجمالي، كاصفرار لون الأسنان، وظهور علامات الشيخوخة المبكرة، نتيجة لتأثير التدخين على خلايا الكولاجين التي تعمل على الحفاظ على نضارة البشرة وحمايتها، عدا عن أن تناوب الأركيلة من فمٍ لآخر يزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض المعدية سواءَ بكتيريةً أو فطريّة.

لا تقتصر مخاطرها هنا بل تتعداها لتجعل السيدة أكثر عرضة لأمراض القلب والرئة والسرطانات المختلفة، إضافة لتأثيرها على الخصوبة وخلق التشوهات الجينية، كما أن لها أثرا كبيرا على مكانة الأم فحتما أولادها سيتمثلون بوالدتهم وهذا سيجعلهم عرضة للإدمان والسير على خطى والدتهم.

ربما الإقلاع المفاجئ عن الأركيلة شبه مستحيل ولكن نستطيع أن تقدم بعض الاقتراحات لترك الأركيلة كالتخفيف من كمية المعسل حتى تكون الأضرار أقل، وتعبئة وقت الفراغ بأشياء أكثر فائدة وصحية كالقراءة والكتابة ومشاهدة الأفلام بعيدة عن أجواء المقاهي التي تعبق فيه رائحة الأراكيل، وامتلاك الإرادة القوية والقناعة التامة بتركها بشكل تدريجي، وممارسة رياضات المشي والضغط التي تعمل على تنظيف الرئتين من السموم  وبالتالي تنشط الدورة الدموية وتجعل الجسم أكثر صحة وحيوية.

 

البعث ميديا|| ليندا تلي