الشريط الاخباريمساحة حرة

سر صمود النساء الريفيات في الحصار

شكل عمل النساء الريفيات في المنتجات الغذائية اليدوية والأعشاب البرية عامل رئيسي لصمودها في الحياة المعيشية و في الحرب الإرهابية التي تعرضت لها البلاد لجهة تأمين حاجتها من الطعام “البلدي ” وصناعته على طريقة الأجداد القابل للتخزين في وقت كانت خزان غذائي لبعض المدن ولاسيما للتي تعرضت لهجوم المجموعات الإرهابية المسلحة.

رئيسة دائرة تنمية المرأة الريفية في محافظة الحسكة أميرة سعيد تحدثت لـ”البعث ميديا” عن الحسكة التي تحتل المرتبة الأولى في إنتاج الحبوب إضافة إلى منتجات الثروة الحيوانية والخضار ولكن خلال الحرب كانت هناك صعوبات في التنقل وانقطاع الطرقات وقامت الفلاحات بإنتاج المنتجات الغذائية اليدوية البديلة عن الصناعية وتخزينها واحتفظن بها في حال انقطاع الطرقات يتم استهلاكها وبيع قسم منها للأهالي في المدينة فالمنتج المنزلي نظيف و خالي من المواد الحافظة، علماً أنه تم إقامة وحدة تصنيع الحبوب ومشتقاته في الحسكة.

أما غالية البكري من حلب عادت إلى زراعة الفليفلة الحمراء بعد أن تحررت قريتها تل حاصل شرق السفيرة من المسلحين، وهي التي تقوم بزراعة الأرض ومن ثم قطفها وتصنعها يدوياً ومتابعة سلسلة الإنتاج حتى الوصول إلى منتج نظيف لدبس الفليفلة، وكان إنتاجها خلال السنوات السابقة يباع للأهالي القريبين من سكنها وحالياً تعتمد على المعارض الداخلية لتصريف الإنتاج ولا يمكن أن تتخلى عن أرض القرية التي تعود ملكيتها إلى أجدادها.

ولم تتوقف تهاني نواف الزيلع من محافظة السويداء قرية مفعلة عن العمل في مشروع تجفيف النباتات الطبية البرية والمجففات الطبيعية وتعليبها فمنتجها نظيف خال من الكيماويات والأسمدة وحالياً بعد الاقتراض من مديرية تنمية المرأة الريفية قامت بشراء قطاعة ومطحنة وبدأت بتغليف المنتج.

وتتفاخر وفاء شق من محافظة القنيطرة بمحافظتها على تراث أجدادها بإنتاج الجبنة الشركسية على الرغم من الصعوبات التي تعرضوا لها بتهجيرهم من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة من القرية تاركين ورائهم كل شيء خوفاً من بطش هذه المجموعات، وحالياً عادوا إلى قرى بئر العجم والبريقة وشاهدوا الدمار والسرقات وسرقة أبقارهم من قبل المسلحين وعاودوا إلى نشاط القرية ويتم ترميم المنازل بمراحل بسيطة في ظل الدعم والمنحة التي قدمها السيد الرئيس إلى القرية إضافة إلى مساعدات المنظمات الدولية.

وتختلف الجبنة الشركسية كما تبين شق عن غيرها بأنه لا يستعمل حبوب التخمير بل تصنع الجبنة باللبن مع الحليب ويصبح لون الحليب اصفر أو اخضر كما أن الوزن يبقى على حاله كيلو حليب يقابله كيلو جبن معقمة ولا تحتاج إلى الغلي لتناولها ولها سوق تصريف في جميع المناطق .

رئيس دائرة المرأة الريفية في القنيطرة المهندسة عائشة عبد الله أن النساء الريفيات في قرية حضر عملن في صناعة المربيات والشربات والزيتون والخل والنباتات الطبية والعطرية البرية وألبان وأجبان وحالياً توجد نساء طورن المشروع وأصبحن أصحاب مشاريع بامتياز ويتم تأمين المنتج من قرية حضر نفسها ومن قرية الكوم .

وبينت نظمية حمدان من قرية حضر أنها تعمل في صناعة عصير التوت الشامي الذي تجلب ثماره من القرية نفسها وتقوم بتصنيعه يدوياً كعصير التوت إضافة مربى التين والتفاح والكرز والخوخ وغيرهم في الوقت الذي تعرضن لكثير من الصعوبات حيث تعرضت القرية خلال سنوات الحرب للحصار من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة وكانت تعمل بالحصار وصمدت إلى حين فتح خط عسكري للمنتجات من القرية إلى دمشق، وأملت بتصريف الإنتاج حتى يزداد عملها.

وأشارت جوزفين حداد إلى أنها تعمل في جميع أنواع المونة المنزلية رغم كل الظروف التي مرت بها البلاد، والأهالي تقصدها للشراء وخاصة في أوقات كانت المحلات مغلقة في ظل الظروف الصعبة وتعمل في هذه المهنة منذ ثلاثين عاماً.

واختارت فايزة فيصل من شقا العمل في السمسمية بالفستق وتسعى لتعميمها في جميع المناطق وخاصة أن جميع أعمالها يدوية ولها علاقة بتراث المدينة .

البعث ميديا – فداء شاهين