الشريط الاخباريثقافة وفن

ممالك النار.. طرب على صيحات النظام التركي

لم يمض على عرض المسلسل التاريخي الدرامي “ممالك النار” عدة اسابيع حتى أثار ضجة كبيرة في العالم العربي خاصة، وفي الشرق الأوسط بشكل عام.
هذا الانتاج الدرامي الضخم الذي يوثق الحقبة الأخيرة من عهد دولة المماليك وسقوطها على يد العثمانيين في بدايات القرن السادس عشر، مسلطاً الضوء على مرحلة في التاريخ العربي ثرية بالأحداث، كاشفاً العديد من الحقائق حول هذه الحقبة، حيث شارك فيه نخبة من نجوم الدراما السورية والعربية مثل (رفيق علي أحمد، يزن السيد، عبد المنعم عمايري، رشيد عساف، ندين تحسين بيك، رنا شميس، خالد النبوي، محمود نصر، منى واصف، كندة حنا، ديمة قندلفت).
ويختلف ممالك النار عن غيره من “ابناء صنفه”، بتجاوزه البعد الدرامي حاملاً بين طياته رسائل تكشف حقيقة الدولة العثمانية المليئة بالدم والقوانين التي يسير عليها النظام التركي في هذا الوقت من نهب للثروات واحتلال الأراضي تحت مسمى “حماية الإسلام”.
ويرى البعض أن هذا الانتاج الكبير جاء ليكشف حقيقة الدولة العثمانية الاستعمارية، بغض النظر عن “البهرجة” التي تقدمها الدراما التركية في وصف الأحداث التاريخية للحقبة العثمانية.
ويصف العمل كيف وصل العثمانيون للسلطة، والقرار الذي اتخذه “محمد الفاتح” بأحقية أن يقتل السلطان اخوته عندما يصل لسدة الحكم لينحصر الحكم بسلالة ابنائه، وهذا ما حصل عندما تولى “سليم” السلطنة وقتل جميع اخوته وأولادهم وحتى أولاده لنقل الحكم بعده إلى ولده الوحيد “سليمان”.
كل هذه الحقائق وغيرها الكثير قضت مضاجع النظام التركي الذي راح يهاجم العمل على لسان مستشار نظامه ياسين أقطاي الذي رفض استخدام القائمين على” ممالك النار” لجمل مثل “قانون دموي حكم إمبراطورية..” فأصبح لعنة تطاردهم، وما قالوه بشأن تزييف الدراما التركية للتاريخ بتناول بعض الشخصيات العثمانية وتسويقها وصناعة أبطال، رغم أن أغلبها ينافي الحقيقة.
فتصور أقطاي للعمل كمن “يحاول حجب الشمس بإصبعه”، وحديثه عن العلاقة الطيبة بين العرب ونظامه، كما أنه تعمّد ناسياً احتلال نظامه للأراضي السورية ودعمه للتنظيمات الإرهابية في (العراق واليمن وليبيا والسودان ومصر).
الرد على أقطاي كان من الجمهور العربي نفسه المتابع لممالك النار، مفنداً جميع الإدعاءات للنظام التركي.
فبعض التغريدات تحدثت عن أن العمل يعكس الصورة الحقيقية للدولة العثمانية، وأن الأتراك حاولوا عبر الدراما نقل التاريخ بحسب نظرتهم فقط، أما قسم آخر فرأى أن المسلسل ضرب “النظام التركي” في مقتل وفنّد جميع الأكاذيب الذي تعودت أن تقدمها الدراما التركية على مدار السنوات الأخيرة.
فيما أكد البعض أن “الصرخات التركية” أطربت العرب وزادت من نسبة مشاهدة العمل، متأملين أن يكون هناك أجزاء عديدة للوصول إلى عصر “إبراهيم باشا” لفضح الحقيقة الغازية الدموية للعثمانيين.
صيحات النظام التركي أكدت نجاح العمل ليس على المستوى الدرامي فحسب، بل على مستوى سياسي، فمجرد عمل درامي استطاع أن يفعل الكثير، ويحرج نظام أردوغان ويخرجه عن طوره.
والملفت للانتباه هذا التجمع للجماهير العربية على وصف الدولة العثمانية بالغازية في صنفيها القديم والجديد متمثلاً برئيس نظامها أردوغان والحاشية التي تواليه.
ممالك النار كانت اسم على مسمى، من جميع الجوانب الفنية والسياسية، فهل يستطيع العمل أن يقدم ما تحمله الجرائم الأردوغانية من دليل على أن النظام التركي يحاول تصدير الصورة الطيبة مستخدماً “اللإسلام” كوسيلة؟.
فبعد المعطيات في السنوات السابقة من دعم وتجنيد واستضافة كافة انواع الإرهاب وفشلهم يشير إلى أن حلم أردوغان بإعادة المجد الدموي للعثمانيين يتلاشى شيئاً فشيئاً، مصطدماً بالشعب العربي الصاحي لهذه المكائد، والشعب التركي صاحب العراقة والتاريخ المشترك بين القوميتين، بالرغم من قمع النظام التركي ومحاولة تصدير العرب على أنهم أعداء أزليين.
البعث ميديا || مجد عمران