الشريط الاخباريالعاصمةثقافة وفنسلايدمراسلون ومحافظات

الألعاب الخشبية وأساليب الذكاء في معرض الطفل الثاني

لعبة ” الداليز” المؤلفة من بيدق وخمسة حواجز استحوذت على إعجاب الزائرين معرض الطفل الثاني المقام حالياً في مكتبة الأسد ويحمل شعار ” بالقراءة ترتقي العقول” في جناح المستشارية الثقافية الإيرانية المبنية على قواعد تشبه أسس لعبة الشطرنج، إلا أنها تحمل ببعدها الخفي ملامح الواقع الذي عاشته سورية والدول التي واجهت الإرهاب.

وتعمل اللعبة على تنمية أساليب الذكاء، ومن الممكن أن تلعب بين شخصين أو فريقين يصل عدد الفريق الواحد إلى خمسة أشخاص، ومن يستطع أن يعرقل مسير البيدق” الجندي” بالحواجز على الأرضية الخشبية الكبيرة الملونة بلونين ويصل إلى الصفوف الأمامية يكون هو الفائز.

بينما اقتربت لعبة” فاكونيش” من التراث من لعبة الزهر الشهيرة وتقوم على رمي الدوائر البيضاء بحجم قطع النقود بين شخصين ثم تمرر وفق قواعد اللعبة ومن يجمع عدداً أكبر من الدوائر يكون هو الفائز.

وقد حظي المعرض بعرض عدد من الألعاب الخشبية والبلاستيكية والإلكترونية التي لم تعد رديفة للكتب، وإنما غدت مشاركاً ثنائياً في معرض الطفل الثاني المبني على منظومة فكرية وثقافية أبعد من الثقافة الورقية، لتعزيز قدرات الطفل من حيث التركيز والتوازن والاختيار والصبر والحساب الدقيق، وبعضها يدخل بحيز علوم الرياضيات للأطفال المبتدئين مثل لعبة الميزان والأرقام البلاستيكية في جناح طيور الجنة –سورية- المبنية على اختيار الطفل أحد الأرقام في الدفة الأولى، وعليه أن يختار الأرقام المجتمعة التي تؤلف هذا الرقم في الدفة الثانية.

وتكمل هذه اللعبة لعبة الدومينو المؤلفة من مئة قطعة يمارس الطفل من خلالها العمليات الحسابية الأربع” الطرح والجمع والضرب والقسمة” من خلال ملء الفراغات في اللوح المرفق، وتلتقي هذه اللعبة مع لعبة الذاكرة المعتمدة على صورة بصرية يعيد الطفل تركيبها من خلال قطع عدة، إضافة إلى ألعاب الفكّ والتركيب” ميكانيو” التي تجسد أشكالاً من المحيط الحياتي، فيستطيع الطفل أن يشكّل من وحي خياله تصاميم للمنزل والسيارات مستخدماً المسامير البلاستيكية.

أما لعبة الدائرة الخشبية –لعبة الذاكرة- في دار الإبداع العلمي-سورية- فتبنى على الحظ، فمن يجمع عدداً أكبر من القطع الخشبية الشبيهة بالمفاتيح الموضوعة داخل الدوائر الصغيرة ضمن الدائرة الخشبية والتي تخفي لون البقعة باختيار الثنائيات المطابقة للون يكون هو الفائز.

ولم يقتصر اللون على أن يكون عنصر جذب للطفل فقط وإنما وُظف بتنمية ذوق الأطفال بلعبة تلوين البورتريهات الخشبية المرسومة والمقصوصة وفق تكوينات ملامح الوجه وأشكال الحيوانات، ليقوم الطفل باختيار الألوان التي تروق له من العلبة المرفقة.

وضمن منحى الألعاب اهتم المعرض بالألعاب التعريفية للأطفال الصغار التي تتخذ أشكال المكعبات لتكوينات الحيوانات والطيور والسيارات، إضافة إلى أنواع كثيرة لأساسيات الأشكال الهندسية والرقميات والأحرف العربية الهجائية التي تساعد على تركيب المفردات والأسماء.

والأمر اللافت هو تطور هذه الألعاب التي استقطبت الأطفال بمراحلهم العمرية المختلفة وصولاً إلى اليافعين وتعدّ ضمن نطاق الوسائل التعليمية عن المعرض السابق، مما يدل على أنها غدت منافساً فعلياً للكتب التفاعلية التي تعتمد على فنون الأشغال والكتب التقليدية المتميزة بطباعتها الفنية.

البعث ميديا || دمشق – ملده شويكاني