دوليسلايد

الرد الإيراني.. “الكوابيس الأمريكية” بدأت

كما كان متوقعاً، لم يتأخر الرد الإيراني على جريمة الاغتيال التي استهدفت الشهيد قاسم سليماني ورفاقه، فقبل أن يتم مواراة جثمان الشهيد قاسم الثرى، بدأت أولى الصفعات التي وجهتها إيران لأمريكا، والتي تمثل خطوة ضرورية من خطوات الردع والدفاع عن النفس.

العملية بدأت صباح اليوم، فما إن حان منتصف ليلة الأربعاء، حتى أطلقت إيران عملية الرد باستهداف قاعدتين أمريكيتين في العراق منها عين الأسد.

وسائل إعلام ايرانية نقلت عن مصادر موثوقة بأن الطائرات الاميركية بدون طيار والمروحيات والتجهيزات العسكرية في قاعدة عين الأسد غرب العراق، تلقت إصابات مباشرة وتضررت بشكل واسع، فيما أفاد مصدر مطلع في استخبارات الحرس الثورة الإسلامية عن مقتل ما لا يقل 80 جندياً أمريكياً في العملية الصاروخية التي نفذها حرس الثورة الإسلامية.

قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي أشار إلى أن الصفعة التي وجهتها إيران لأمريكا لن تعوض عن الجريمة التي ارتكبوها، ولكن ما هو الأهم في الوقت الراهن هو إنهاء التواجد الامريكي في المنطقة والذي لم يجلب للمنطقة سوى الخراب والدمار والفساد.

فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن استهداف الحرس الثوري الإيراني لقاعدة عين الأسد غرب العراق دفاعي ويتفق مع ميثاق الأمم المتحدة، موضحاً أن إيران ووفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة اتخذت خطوات دفاعية متناسبة في إطار الدفاع عن النفس واستهدفت القاعدة التي استهدفت واشنطن من خلالها المسؤولين الإيرانيين، مشدداً على أن إيران ليست بوارد التصعيد أو الحرب غير أنها ستدافع عن نفسها ضد أي عدوان.

سورية ثمّنت أهمية هذا الرد الذي يؤكد أن من حق الدول الحرة الرد على العدوان عليها بالطرق التي تراها مناسبة وأن على الولايات المتحدة أن تتعلم كيف تتخلى عن نهج إخضاع الآخرين ومحاولة فرض الهيمنة والإرادة الأمريكية عليهم.

وسائل الإعلام الأمريكية عملت على التقليل من أهمية الضربة والادعاء بأن الاضرار التي تعرضت لها القاعدتان كانت جزئية، فيما تؤكد الوقائع عكس ذلك، وترامب الذي هدد بالرد على أي رد إيراني بأحدث المعدات والأسلحة اكتفى بالصمت.

وفي ردود الفعل الأولى على العملية، أعلنت الحكومة الإسبانية أنها أمرت بسحب فوري لعدد من قواتها المتمركزة في العراق في ظل تصاعد التوتر في المنطقة، ونقلت صحيفة يورو ويكلي الإسبانية عن مسؤولين حكوميين قولهم إن “انسحاب القوات الإسبانية سيكون وشيكا حيث غادر عدد من الجنود”.

الضربة كان لها آثارها المباشرة والفورية على الوضع الاقتصادي في العالم، حيث  قفزت أسعار النفط وتهاوت أسعار الأسهم في بورصة طوكيو اليوم، وأعلنت فرانس برس أن سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط ارتفع بعيد نصف ساعة على بدء التداولات في بورصة طوكيو بنسبة 53ر4 بالمئة ليصل إلى 54ر65 دولاراً قبل أن يعود ويتراجع قليلاً في حين خسر مؤشر نيكي الرئيس أكثر من 4ر2 بالمئة، فيما انعكست مخاوف المستثمرين على أسعار الأسهم اليابانية أيضاً التي انخفضت مقابل ارتفاع سعر الين الياباني الذي يعتبر ملاذاً آمنا للمستثمرين غالباً ما يلجؤون إليه أوقات الأزمات.

الرد الإيراني ستكون له انعكاساته على المنطقة عموماً، والأمر لن يقف عند تعزيز ثبات وقوة الموقف الإيراني، ومنح قوة أكبر للحلفاء في محور المقاومة، وخاصة أمام مواجهة أعداء المنطقة في الداخل والخارج، بل الأمور ستأخذ أبعاداً أخرى ستكون الساعات القادمة كفيلة بإيضاحها.

رصد || البعث ميديا