سلايدمحليات

واقع حليب الأطفال في سورية.. لا بد من التوجه نحو التصنيع

حليب الأم.. تلك الشيفرة والتركيبة العجيبة التي تستطيع أن تجذر مشاعر الدفء والحنان وتعزز شعور الألفة والمحبة بين الأم وطفلها، هذا الحليب الذي تمنحه الأم لطفلها لمدة عامين فقط لتتم مرحلة الرضاعة الطبيعية، ومما لا شك فيه أنه من غير الممكن أن يكون لهذه التركيبة بديل، ولكن لأسباب صحية ونفسية قد تصيب الأم أو ربما موتها أثناء الولادة أو لأي سبب آخر، يتم اللجوء لبديل عن حليب الأم ولذك أقيمت معامل لإنتاج هذه المادة بأنواع متعددة إلا أن سورية بقيت خارج إنشاء هذه المعامل واكتفت فقط بمعامل التعبئة معتمدة على استيراد حليب الأطفال من الدول الصديقة.

وبينت د.برو أن الانقطاع المتكرر لحليب الأطفال يعود إلى الاجراءات الاقتصادية الأحادية الجانب على سورية والتي تفرض على المستورد تحويل المادة لعدة بلدان قبل إيصالها للسوق المحلية وتمت معالجتها بالتوجه للدول الصديقة وتوطين صناعة الحليب محلياً وحالياً يتم استيراد الحليب من عدة دول منها سويسرا، وإيران.

كما اوضحت برو دور المنظمات الدولية واليونيسيف والتي عملت على تأمين جزء من احتياج الحليب المخصص للأطفال الا انه لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كلي بسبب عدم انتظامها بتقديم المساعدات.

وأضافت برو: وقفت الحكومة في وجه المتلاعبين ودعمت سعر الحليب لمنع التلاعب به وتم تسعيره وفقاً لأسس تراعي السعر الأنسب لدخل المواطن مع ضمان عدم انقطاعه ويوجد عقوبات مسلكية تتخذ بحق أي مستودع أو صيدلاني يحتكر حليب الأطفال أو يرتكب مخالفة سعرية لضمان توفره.

وبحسب المكتب المركزي للإحصاء وصل استيراد الحليب في عام 2008 إلى قيمة 2.230 مليار  ليرة سورية ولم تتوافر معلومات عن الإحصاءات في أعوام الحرب لاستهلاك حليب الأطفال في وزارة الصحة.

والحقيقة أن حليب الأطفال فُقِدَ واحتكر أكثر من مرة وفق ما أكدت مصادر للبعث ميديا ما جعل الأسر السورية تلجأ لأساليب عديدة لتأمين بديل عن الحليب المفقود، فمنهم من استطاع أن  يشتري الحليب من لبنان بمبلغ مضاعف والعلبة بالكاد تكفي لأربعة أيام فقط،ومنهم من اعتمد على الأنواع المهربة، أما الفقراء اقتنعوا بالموجود ولجؤوا إلى خلط الحليب البقري بالماء وهذا ما يسبب للطفل مشاكل صحية.

في ظل هذا الواقع وبوجود إمكانيات زراعية وخبرات طبية وصيدلانية سورية قادرة على تصنيع وانتاج حليب الاطفال، لا بد من البدء بتهيئة الظروف المناسبة لتصنيع المادة محلياً الأمر الذي سيقضي على حالات النقص والاحتكار ويحقق فائدة اقتصادية كبيرة ويوفر في فاتورة المستوردات.

البعث ميديا || ريم حسن