الشريط الاخباريدولي

مهرج اكتسب الشرعية من “بريكست”!

أوفى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بوعده بإخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي “البريكست”، وذلك بعد 3 أشهر من “الدراما النفسية”، محققا الشرعية لنفسه كرئيس للوزراء وكسر صفة “المهرج” التي ينعتها به منتقدوه.
جونسون السياسي البريطاني المحافظ (55 عاما) المثير للجدل بتصريحاته وشكله والذي انقسم حوله المؤيدون والمعارضون بشراسة، راهن بمستقبله السياسي بالتزامه اخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نجح جونسون وفشلت ماي!
بناء على الالتزام، فاز في 23 حزيران 2016 بـ 52% من الأصوات للخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام حول بقاء بريطانيا في عضوية الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه، وهكذا وصل جونسون الى قمة السلطة محققا بذلك طموحا كبيرا في حياته، وبعد أشهر قليلة، فاز حزب المحافظين بأغلبية ساحقة في الانتخابات التشريعية، لم يسبق لها مثيل منذ فوز عهد مارغريت تاتشر المرأة الحديدية في الثمانينات من القرن الماضي.
رئيس عمدة لندن السابق الذي انتقد كثيرا بسبب أكاذيبه وطريقته الشعبوية وتصرفاته الغريبة، الا أنه يعتبر نفسه رجل ميدان وقريبا من الناس، وان كان قد التحق بأكبر المدارس والجامعات سواء في بلجيكا أو بريطانيا.
ولد ألكساندر بوريس دي بيفل جونسون في نيويورك، من عائلة “عالمية” وادعى أن جده كان وزيرا في “الإمبراطورية العثمانية” وذلك ردا على اتهامه بعداء “الإسلام”.
تذكر شقيقته راشيل أن الصغير “بوريس” كان يحلم أن يصبح “ملكا للعالم” وهو الأكبر بين أخوته الأربعة، وقد درس في كلية إيتون وجامعة أكسفورد مثل كل أبناء النخبة البريطانية، إضافة الى دراسته الثانوية في بلجيكا، مع العلم أن والده كان موظفا أوروبيا.
بدأ بوريس حياته كصحفي في “التايمز” وبسبب تلفيقه “اقتباس” طرد منها، لكن صحيفة الديلي تلغراف ، طلبته وعينته مراسلا في “بروكسل” منذ 19889 وإلى غاية 1994 وعرف بمقالاته التي تشكك وتسخر من جدوى المشروع الأوروبي.
اشتهر جونسون في بريطانيا بفضل البرامج التلفزيونية التي كان يشارك فيها، فكان يظهر تارة ساذجا أو متعجرفا أو مهرجا، ورغم ذلك كسب شعبية كبيرة.
في 2001 انتخب عضوا في البرلمان، واستطاع في 2008 انتزاع رئاسة بلدية لندن من حزب العمال، ما اكسبه مكانة عالمية، تمكن جونسون من تنظيم الألعاب الأولمبية بنجاح مبهر، بينما فشل في تنفيذ مشروع “الجسر –الحديقة” على نهر التايمز الذي كلف الملايين.
عن التحاقه في 2016 بمعسكر المؤيدين لـ”البريكست” في آخر لحظة، يقول باسكال لامي الرئيس السابق لمنظمة التجارة العالمية الذي يعرف عائلة جونسون: “الشيء الوحيد الذي يؤمن به بوريس جونسون هو بوريس جونسون”. ديفيد كاميرون رئيس الوزراء الأسبق قال بدوره عنه: “لم يرد الخسارة، ولذلك اختار دعم البريكست، لم يفوت فرصة أن يكون في الجهة الرومانسية والوطنية”.
في حملته عام 2016، وعد بتحرير بريطانيا من قيود “الاتحاد الأوروبي” وتخصيص الأموال التي تدفع للاتحاد من أجل النظام الصحي في بلاده (تعهده كان بناء على احصائيات خاطئة). كما تعهد بتحديد تدفق المهاجرين.
صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وكان الطريق معبدا ليصبح رئيسا للوزراء، لكن حليفه مايكل غوف خانه ورشح نفسه بدلا منه، ومع ذلك حصد وزارة الشؤون الخارجية في حكومة تيريزا ماي التي اختارها المحافظون.
عامان في هذا المنصب، وضع بوريس جونسون العقبات أمام تيرزا ماي وارتكب العديد من الأخطاء والهفوات، ثم استطاع ان يسحب البساط منها ويتسلم رئاسة الوزراء.
حتى وان رفض الحديث عن حياته الشخصية، فان الصحافة تتعرض إلى حياة بوريس العاطفية الصاخبة، منها طلاقه عام 2018 من حبه الأول مارينا ويلر التي أنجب منها 4ابناء. كما يتم الحديث عن طفله الخامس غير شرعي، وحبيبته الحالية كاري سيموندز المختصة في الاتصالات التي تصغره بـ24 سنة.
البعث ميديا- صحيفة “لوبوان”
ترجمة:سلوى حفظ الله
رابط المادة الأصلي