قصة بطولة

 الشهيد البطل الملازم أول جمال عوض.. شجاعة وتضحية

الشهيد الملازم أول، جمال إسماعيل عوض، ملاح الجوي “توجيه مقاتلات حربية الثالث على مستوى سورية في اختصاصه” من مواليد 1–1-1987 قرية الربيعة ريف حماة الغربي.

في يوم السبت “4 شباط – عام 2012″، توجه الشهيد الملازم أول جمال إلى المدينة ، ليستقل أحد البولمانات المتوجهة إلى حمص ثم إلى دير الزور، حيث مكان خدمته.

وفي الطريق إلى حمص بعد منتصف النهار بنصف ساعة، طلب عناصر حاجز للجيش العربي السوري، من سائق البولمان، العودة من حيث أتى بركابه نظرا لخطورة الطريق، وكمائن الإرهابيين إضافة إلى رصاص القنص.

فضّل السائق والركاب، متابعة الرحلة، عبر طرق زراعية، وفرعية، حتى وصلت الحافلة إلى قرية الزعفرانة، القريبة من بلدتي تلبيسة والرستن بمحافظة حمص، فجأة ، اعترض نحو 30 إرهابيا، طريق الحافلة، وأوقفوها، وترجل السائق يحمل قائمة الركاب، ودار نقاش بين الطرفين، انتهى بصعود عدد من الإرهابيين إلى الحافلة، وهم ينادون: ” جمال عوض.. وينو ؟ “.

عندما أوقف الإرهابيين الحافلة، اتصل الشهيد عوض بشقيقه الضابط دريد ، على الهاتف الخليوي، ليبلغه أن مجموعة إرهابية أوقفت الحافلة ، دون معرفة المكان ، لأن هذا الطريق جديد عليه ، وكان رد شقيقه: ” لاتسلم حالك رخيص “.

مجددا نادى الإرهابيون: ” مين الملازم أول جمال عوض، الشبيح ؟ “، ثم ذكر أحدهم رقم المقعد الذي يجلس عليه الملازم أول المطلوب، استنادا إلى قائمة الركاب التي كان يحملها بيده .

توجه الشهيد البطل جمال إلى آخر مقعد في الحافلة، وفتح النار من سلاحه على الإرهابيين بشكل مباشر، ثم توقف جمال عن إطلاق النار، للسماح للركاب بالنزول منها ، ليبتعدوا عن خطر الاشتباك المسلح.

بدأ الإرهابيون يطلقون الرصاص بغزارة على مؤخرة الحافلة ، وأصيب الشهيد جمال، ولكنه، وبالرغم من جراحه، قرر خوض النزال حتى اللحظة الأخيرة ، وعندما أيقن، أن موعد شهادته حان ، فتح قنبلتين كانتا ضمن عتاده، وألقى بهما على الإرهابيين تباعا، ليقتل منهم نحو 12 مسلحا ، ثم تفيض روحه إلى بارئها.

جن جنون من تبقى من الإرهابيين ، فاختطفوا الجثمان الطاهر، ورموه في ساقية ماء، وبقي الجثمان هناك يومين، قبل أن يتم العثور عليه ونقله إلى المشفى العسكري بحمص .

أصعب ما في قصة الشهيد الملازم أول جمال عوض، أن والدته، كانت تعيش معه لحظات استشهاده، إذ واظبت على التواصل معه عبر الهاتف، واستمعت، والدموع تفيض من قلبها دما ، لمجريات الاشتباك ، ولأنفاس ابنها الأخيرة .

شقيقة الشهيد البطل جوليا، لم تترك مناسبة إلا وتحدثت فيها عن بطوله شقيقها، وروت بكل فخر واعتزاز، قصة الشهيد الذي أبى الموت رخيصاً ، مذكرة القاضي والداني أن شقيقها الشهيد، هو نجل المربي الفاضل إسماعيل عوض، الذي تعرفه قرية الربيعة، وتعرف أنه علم كبيرها وصغيرها، حب الوطن والتضحية دفاعا عن ترابه.

وتبقون سراج الياسمين