مجتمع

كيف ومتى تقولين لطفلك “لا”؟

هل كان لديك شعور بأن أحداً ما في الخارج يستولي على طفلك؟ الصحيح أنه لا يوجد مثل هذا الشخص. إذ أن بائعي الألعاب، وألعاب الفيديو، والملابس والأحذية، ومنتجات الشعر، والكريمات، وأي شيء آخر قد يريده الطفل، يسعون وراء طفلك الصغير ويضخون الأموال فعلياً لجذب انتباهه.

لماذا أصبح الإعلان للأطفال شائعاً؟

الأمر المؤكد أنه فعال، فالأطفال أكثر عرضة من البالغين للرسائل التي يغذيها لهم المعلنون. ويعتقدون حقيقة أنه على سبيل المثال، سيجعلهم نوع معين من الأحذية يركضون بشكل أسرع… فضلاً عن أن عدداً آخر من الإعلانات يحاول إقناع الأطفال بفوائد غير حقيقية للمنتجات المختلفة.

أضف إلى ذلك الشعور بالذنب من جانب الآباء عندما يرفضون شراء الأغراض التي يريدها أطفالهم، وفوق ذلك كله قناعة الطفل بأنك إذا كنت لا تمتلك ما يملكه كل طفل آخر، فأنت فاشل، ويصبح لديك مزيج رابح لكي يتفوق عليك المعلنون.

عامل الإلحاح:

إنه سيناريو يشترك فيه جميع الآباء في شتى أرجاء العالم من جميع الفئات الاجتماعية والاقتصادية. يدخل الأبوان والطفل إلى متجر لشراء غرض محدد، تقع عينا الطفل على شيء مختلف تماماً.

يبدأ بالإلحاح والتوسل والرجاء، رغم أنه لا يحتاج على الأرجح للغرض المذكور. فإما أن يستسلم الأبوان ويشتريان الغرض، أو يجبران على تحمل تبادل الاتهامات من جانب الطفل.

بانتظار الدفع:

وفقاً لكتاب «الأطفال المستهلكون»: «الاستحواذ العدائي على الطفولة» Kids: the Hostile Takeover of childhood Consuming وهو كتاب مفيد لمؤلفته سوسان لين، فإن البائعين يعلمون الأطفال كيفية الإلحاح بشكل فاعل، ويعملون بشكل ناشط لكي يصبحوا أفضل في هذا المجال. وما عليك إلا التفكير بذلك. فالدعايات تعطي الأطفال الذخيرة التي يحتاجونها لتقديم الأسباب بضرورة الحصول على الغرض الذي يريدونه. فأصحاب المتاجر يهندسون مخططات المنتجات بعناية، ليصنعوا أغراضاً تجتذب الأطفال عند المستوى البصري، وتضعها في البقعة التي تكون فيها أضعف ما يكون – عند حاجز دفع الحساب – حيث يتسنى الوقت للأطفال للتسكع أثناء انتظارك لدفع الحساب.

طرق إيجابية للمقاومة:

– أعطي طفلك مصروفاً بحيث يتمكن من الاختيار بين ما يستحق صرف النقود، وما لا يستحق. وضحي له أنك تستطيعين رغم ذلك منع شراء أشياء معينة تجدينها غير مقبولة. ومن المدهش في بعض الأحيان كيف أن امتلاك السلطة على الأموال يجعل الطفل فجأة يدرك قيمتها.

– امنعي الإلحاح، حددي ما يفعل طفلك ووضحي أن هذا النوع من الأساليب لن يفيده. وإذا استمر في الإلحاح، اتركي المتجر دون شراء أي شيء.

– ثقفي أطفالك حول الإعلانات، وحددي الأخطاء في منطق الإعلانات وقومي بتعليمهم حول ما يحاول المعلن أن يقنعك به. إذ انه حتى الطفل البالغ 8 سنوات من العمر سيدرك أن أكل الشوكولاته لن يجعل الفتاة امرأة نحيلة جميلة رغم ما يظهر إعلان بعينه.

– كلمة لا تعني لا، ولا تغيري ما صممت عليه لأن طفلك ألح عليك بدرجة مزعجة. إن كنت لا توافقين على شراء شيء ما، فلا تفعلي.

– حاولي أن تجعلي طفلك يدرك أن الجميع يملك بعض الأشياء، لكنهم لا يملكون كل الأشياء. كما أن القيام برحلة إلى الواقع إلى ميتم أو حي فقير يمكن أن يساعد على وضع الأشياء في منظورها الصحيح.