العاصمةثقافة وفنمراسلون ومحافظات

بديع جحجاح وباريوتا.. المعارض الجماعية فيها نوع من الاختلاف والتنويع

 

هذه المفردات ذكرها الفنان التشكيلي ومؤسس صالة ألف نون في اختتام معرض”باريوتا” المفردة التي تعني باللغة الآرامية الخلق والإبداع، ورأى في حديثه للبعث ميديا بأن المعارض الجماعية بنية جمالية تكاملية تخلق حالة الدهشة التي تشد الزائر، وتثير تفكيره وتأملاته وهو إزاء حالات مختلفة تنم عن مسار فني متفرد لكل فنان على حدة.

فاستوقفتني المشاهد الطولية لتفاصيل الحياة في حارات دمشق التي خطها الفنان جان حنا بواقعية اللونين الأبيض والأسود، ليمتد سحرهما إلى تراثية مدن الفرات في لوحات جمعة نزهان.

وقد اتخذ التشخيص والبورتريه بأساليب وتقنيات مختلفة المحور الأساسي بالمعرض، لتلتقي مع منحوتات شادية دعبول ونور الزيلع لحالات تسكن الأنثى.

فتوقفت مع جحجاح عند خصائص وسمات تشكيلية تخص بعض المشاركين، وبدأت  بمنحوتات فارتيكس بارسوميان لوجه الأنثى الحالمة الساكنة وللمنحوتة المركبة لطفل مستلق بين جناحي طائر بدعوة إلى السلام، فعلق بأن  بارسوميان مازال يستخدم البنية الأكاديمية في عملية المنحوتة التي يقدمها، والمتصفة بالاقتراب من عوالم الروحانيات والطمأنينة والسلام المصنوعة من مواد مختلفة ثم يخرجها كمنتج نهائي من مادة البرونز.

وتابع بأن المعرض ضم مشاركات متعددة اختلفت مابين اللون والأحبار وتقنية الفحم، فنرى تجسيد جان حنا للحارات القديمة بينما جمعة نزهان تميزت لوحاته بإيقاع غرافيكي عال.

في حين يستحضر بشير بدوي الأنثى المفقودة في عالمه، ذات النظرة التي ترنو إلى حياة أجمل وألطف.

أما لوحات نهى جبارة التي جسدت وجوه الأنثى القريبة والبعيدة المعبرة من خلال ملامحها المحاطة بالألوان الداكنة والسطح الخشن عن العذابات التي عاشتها المرأة في زمن الحرب، تتخللها الإضاءات المنثورة الرامية إلى الأمل المنشود.

في حين تميز غسان عكل ببنية عدم نظام تخص بنية الشكل حالة تهديمية لمجموعة العناصر والتي أحياناً تكون موشاة لرؤية من الحرف العربي لدلالات وخصوصيات مختلفة مع بنية رمزية شُغلت بالأحبار وورق الذهب.

والملفت لوحات نعمت بدوي على قطع خشبية لبورتريهات الأنثى فعقب بأنها تجميعات من الخشب الخاص الموجود بالكنائس التي دمرتها الحرب ومن ثم عمل على إعادة تجميعها ونسجها بتقنية خاصة من الفريسك، وعملياً في بحثه عن الأنثى يرمز إلى سورية التي تتخلص من آثار الحرب، أما تقنية تكسير السطح فتعود إلى فنّ  الأيقونة كونه خبيراً بعملية ترميم الأيقونات الكنسية.

ولاشك بأن المعرض لاقى إقبالاً وصدى إيجابياً بين الزائرين الذين وجدوا في كل لوحة زاوية تخصهم.

البعث ميديا  ||  دمشق – ملده شويكاني

للمزيد من صور المعرض على صفحة شبكة البعث ميديا على فيس بوك ..

https://www.facebook.com/baathnewsnetwork/posts/479129299432580?__tn__=-R