ثقافة وفن

دعوة للأناقة..

 

الأناقة شيء مطلوب على الرغم من أن الكثيرين يفهمون أن الأناقة تعني الاهتمام بالمظهر لا بالجوهر، والحقيقة أن المظهر يوحي بالجوهر، فالإنسان الأنيق إنسان منظم مدرك لمعنى الجمال، مهتم بالآخرين لأنه يريد ألا يريهم منظراً مريحاً للعين ومعبّراً عن الذوق الراقي.

الأناقة ليست تبرجاً ولا اهتماماً خارجياً بالأشياء بل هي تعبير عن الوعي الحقيقي بالنظافة والتناسق وخلق الحالة الجميلة من أبسط الأشياء إذا أحسن الاختيار وتنسيق الألوان، والأناقة مطلوبة في الملبس وفي تنسيق أثاث البيت، ولاسيما للمرأة التي ينبغي أن تكون قدوة لأبنائها وزوجها في تعويدهم على حسن التنسيق وحسن الذوق، ولاسيما أن بعض ا لنساء يظهرن بمظهر رثّ لا يسرّ العين، مع أن ملابسهن ليست رخيصة، ولكنهن لا يحسنَّ اختيار الشيء المناسب في الوقت المناسب مع الشيء المناسب.

إن الأناقة مطلوبة ليس في الملبس والبيت وحسب، وإنما في الحديث أيضاً، فالحديث الأنيق الخالي من الكلام الخشن الناشز والحركات العنيفة يكون أكثر إقناعاً لأنه يصل إلى السامع بشكل رقيق هادئ، لا يستعصي على القيم مثلما يفعل الحديث العنيف الذي لا يربطه رابط ولا يلتزم بأصول الالتزام في التوافق بين المعنى والصوت والحديث الخاص والحديث العام، والأناقة مطلوبة في المشي وفي حركة الإنسان وفي طريقة جلوسه، فلنلتزم بهذا لنعبّر عن دواخلنا المرهفة المنسجمة والهادئة.

إنها دعوة للأناقة، دليل البساطة المحلاة بالذوق الرفيع.

 

د.رحيم هادي الشمخي