الشريط الاخباريسلايدمجتمع

التنمر الإلكتروني بين طلبة الجامعة.. الإناث أكثر عرضه له والطلبة الأكبر سناً أكثر ميلاً لممارسته

أجريت مؤخرا دراسة ميدانية على عينة من طلبة جامعة دمشق، بينت مستوى انتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني بين طلبة الجامعة، واعتمدت الدراسة على عينة مؤلفة من (294) طالباً وطالبة خلال الفصل الأول من العام الدراسي 2019-2020.

وأظهرت نتائج الدراسة (البحث) الذي أجرته الباحثة وفاء حسين المعيدة في كلية الاداب والعلوم الانسانية في جامعة دمشق انتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني بين طلبة الجامعة بمستوى متوسط، وفقاً لمفتاح التصحيح المعتمد في البحث، كما أظهرت النتائج وجود مستوى انتشار التنمر الإلكتروني تبعاً لمتغير النوع الاجتماعي لصالح الذكور، وانتشار التنمر الإلكتروني تبعاً لمتغير السنة الدراسية لصالح السنة الثالثة، بينما لم تظهر النتائج وجود أي فروق حول مستوى انتشار التنمر الإلكتروني تبعاً لمتغير الكلية التي يدرس فيها الطلبة.

انتشار التنمر الإلكتروني بين طلبة الجامعة

تشير نتائج البحث الى انتشار التنمر الإلكتروني بين طلبة الجامعة وفق الأشكال التي يتخذها جاء على النسب التالية: الاستهزاء بمتوسط بلغ (3.56)، تلاه التهديد والإهانة بمتوسط بلغ (3.42)، ثم الاقصاء بمتوسط بلغ (2.65)، فانتهاك الخصوصية بمتوسط (2.59)، وأخيراً محور التحرش الجنسي بمتوسط بلغ (1.96).

وتشير النتائج إلى ان انتشار الظاهرة وتفشيها قد يكون مرده توفر وسائل الاتصال عبر الانترنت وسهولة التعامل مع تطبيقات التواصل الاجتماعي ما يشجع الأفراد على تعبير عن مشاعرهم الداخلية (السلبية، الإيجابية) ويزيد من حرية افصاحهم عن كل مجريات حياتهم دون اي قيد، وخصوصاً مع القدرة على التخفي وراء عوالم الواقع الافتراضي، فيقدم في أغلب الأحوال افكاره الشخصية وليست الاجتماعية ويتحرر من التبعية المجتمعية والقيمية، مما يجعل هذا الفضاء جاهزاً لحدوث هذه المشكلة، بالإضافة لأسباب نظرية أخرى.

الاناث اكثر تعرضاً للتنمر من الذكور

وبينت نتائج البحث ارتفاع مستوى انتشار التنمر الإلكتروني تبعاً لمتغير النوع الاجتماعي لصالح الاناث، وتعزو الباحثة ذلك إلى جهل أغلب الإناث في كيفية التعامل مع وسائل التواصل، والوقاية من مخاطرها، مما قد يوقعهم في بعض المطبات، وتتكتم بعض الإناث عن التصريح بهذه الأمور خوفاً من الأهل ونظرة المجتمع، مما قد يدفع المتنمر إلى الاستمرار في سلوكياته التنمرية، على عكس الذكور الذين قد يواجهون هذه السلوكيات بأنفسهم أو بمساعدة الرفاق أو الأهل في بعض الأحيان.

الطلبة الأكبر سناً أكثر ميلاً للتنمر

ويتضحُ من خلال البحث أنّ الفروق في متوسطات درجات آراء الطلبة حول انتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني تبعاً لمتغير السنة الدراسية تميل لصالح طلبة السنة الثانية، ويمكن أنّ يعزى ذلك إلى ميل الطلبة الأكبر سناً إلى ممارسة سلوكات التنمر الإلكتروني على الطلاب الأصغر منهم بالإضافة إلى زيادة فرص التعارف الإلكتروني بين الطلبة مع التقدم في الدراسة الجامعية.

مقترحات وحلول

وفي ضوء ما توصل إليه البحث تقترح الباحثة عدد من الأمور قد تساهم في القضاء على ظاهرة التنمر، أو التخفيف منها، وهي: ضرورة العمل لإيجاد برامج إرشادية تربوية داعمة في هذا المجال لتوعية الشباب (الطلبة) لكيفية التعامل في حال تعرضهم للتنمر، إضافة إلى الاهتمام بدراسة التنمر الإلكتروني، وإيجاد السبل الكفيلة للحد منه، وضرورة وجود مرشدين اجتماعيين ونفسيين في الكليات مما يسهم في التخفيف من هذه الظاهرة، وتقديم المساندة الاجتماعية لهم، وتطوير المهارات عند المرشدين الاجتماعين نظراً لدورهم الكبير في مثل هذو القضايا، وقد تساهم ندوات التوعية للطلبة  في إرشادهم نحو الآثار السلبية للتنمر وعواقبه، ويمكن إجراء المزيد من الدراسات والبحوث التي تلقي الضوء على الجوانب المختلفة للتنمر بشكل عام والتنمر الإلكتروني بشكل خاص.

خاص البعث ميديا – وحدة البحوث والدراسات – وفاء حسين