الشريط الاخباريسياسةعربي

اعتقالات النظام السعودي.. تصفية منافسين أم إحباط انقلاب على الحكم

 

بهدف الإطاحة بخصومه وبكل من يخالفه الرأي، وفي ظل التمترس خلف ذرائع الانقلابات والمؤامرات، يواصل النظام السعودي، حملة الاعتقالات الواسعة التي بدأها منذ أكثر من عامين والتي تطال افراداً في الأسرة الحاكمة ومسؤولين في وزارة الداخلية وكبار ضباط الجيش، وذلك بصدد السيطرة الكاملة على الحكم.

الأخبار المتداولة منذ يومين والتي تؤكد ازدياد الاعتقالات في الأسرة الحاكمة، تأتي وسط تجاهل وصمت متعمد من النظام السعودي، يوحي بأنه هو من تعمّد تسريب هذه المعلومات، وللصحافة الأمريكية على وجه التحديد، في محاولة لفرض استبداده، وإثارة الرعب بين منافسيه، من جهة، وللتخلص ممن يشكلون خطراً عليه، من جهة أخرى.

صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أكدت أمس الأحد- نقلا عن مصادر في النظام السعودي- باتساع دائرة هذه الاعتقالات مؤكدة أن كبار أفراد العائلة الحاكمة حصلوا على أدلة “مؤامرة الانقلاب” التي جرى التحضير لها.

وكالة أسوشتيد برس نشرت تقريرا لمجموعة أوراسيا المتخصصة بالأبحاث تؤكد فيه أن اعتقال “الأمراء” في السعودية خلال الأيام الماضية، ما هو إلا خطوة استباقية لانتقال السلطة من سلمان بن عبد العزيز إلى ولي عهده محمد بن سلمان، وبحسب التقرير فإن ابن سلمان يتخوف من أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف ولي العهد السابق، لأنهما يشكلان بديلا له لتسلم السلطة.

وقدّم حساب “العهد الجديد”- المشهور بتسريب معلومات سرية عن النظام السعودي- اليوم على موقع تويتر، معلومات جديدة، قال إنها السبب في دفع ابن سلمان لهذه الخطوة، وقدّم الحساب معلومات إضافية حول الأسماء التي تم اعتقالها.

وقال الحساب، إن ابن سلمان رصد حوارات بين عمّه أحمد بن عبد العزيز، ومسؤولين أمريكيين، تم خلالها تداول نوايا إبعاده عن المشهد، وتابع بأن “هذه الحوارات كانت قد وصلت لمراحل متقدمة، قبل أن تُرصد وتوثق، لتقدم كدليل خيانة عظمى ضده”، وبحسب المصدر فإن أحمد بن عبد العزيز كان يظن أن الضمانات الأمريكية والبريطانية، التي عاد من خلالها للمملكة في تشرين أول 2018، ستحميه من الملاحقة، وقام بعقد اجتماعات في مزرعته مع الأمريكان، إلا أن تفاصيل اللقاءات سربت عن طريق مستشار الرئيس دونالد ترامب، وصهره، جاريد كوشنر.

وقدّم الحساب، معلومات إضافية حول الأسماء التي تم اعتقالها، إذ كشف أن منصور الشلهوب، مدير مكتب الأمير أحمد، ونجله تم اعتقالهما، إضافة إلى اعتقال ضابط برتبة لواء في الجيش، وضباط آخرين محسوبين على “الدولة القديمة”.

ولفت “العهد الجديد” إلى أن أحد مستشاري الملك، وأحد أمراء المناطق، وثالث يترأس جهازا أمنيا، غائبون عن المشهد منذ يومين، ومن غير المستبعد أن يكون قد تم اعتقالهم أيضا.

وكانت انتشرت عدة أخبار عبر وكالات انباء دولية حول قيام سلطات النظام السعودي يوم الجمعة الماضي بحملة اعتقالات شملت وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف، وأحمد بن عبد العزيز شقيق الملك السعودي، ومحمد بن نايف وليّ العهد السابق، إضافة لعشرات المسؤولين في وزارة الداخلية وكبار ضباط الجيش، وقد وجهت لهم اتهامات “بالخيانة” والتآمر لقلب نظام الحكم، هي تهم خطيرة قد تؤدي إلى الإعدام، حيث أبقى ابن سلمان على اعتقال 14 أميراً، بينهم “أحمد بن عبدالعزيز” و”محمد بن نايف” وأطلق خمسة فقط، بينهم وزير الداخلية ووالده.

تأتي هذه الاعتقالات في وقت تزداد فيه مخاوف النظام السعودي من تأثير فيروس كورونا الذي تسبب بخفض أسعار النفْط، المصدر الرئيسي لإيرادات النظام السعودي، وتأجلت “خطط” ابن سلمان لتنويع الاقتصاد السعودي إلى أجل غير مسمى، فيما تراجعت البورصة السعودية في بداية تعاملات أمس الأحد بأكثر من 6.5%، متأثرة بالاعتقالات وفشل اتفاق “أوبك+”، لتسجل البورصة اليوم الاثنين، خسارة سهم النفط السعودي “أرامكو” 10% من قيمته مع بدء التعاملات.

إعداد: هديل فيزو