الشريط الاخباريثقافة وفن

لوحة “إيفان الرهيب يقتل ابنه” قصة أول قيصر روسي في التاريخ … للروسي ريبين

صورت لوحة “إيفان الرهيب يقتل ابنه”  للفنان الروسي إيلي ريبين في عام 1873، حادثة قتل إيفان لأبنه الأكبر في إحدى نوبات غضبه العارمة، بعد تبادلهم لحديثٍ حادٍ، فضربه بالصولجان مما أدى إلى وفاته بعد أيام 1581م.

 يصور الفنان حالة الهلع التي انتابت الأب، وجحوظ عينيه وهو يحتضن ابنه مضرجاً بدمائه، إيفان أحد أكثر البشر شناعة في تعذيب خصومة وقتلهم بطرق بشعة،وكان أقرب إلى الساديين الذين عرفوا بعواطفهم الحادة.

وبالرغم من ذكاء إيفان وحساسيته اتسم بشخصية معقدة لما عاناه من ازدراء ومؤامرات النبلاء والبويار حوله، فلقد توفى والديه وهو صغير، وأصبح حاكم روسيا وهو فى 17 من عمره، وكان أول من أطلق على نفسه لقب قيصر فى تاريخ روسيا، اعتمد مركزية السلطة واتسم حكمه بالدموية، حيث نكل بالنبلاء رجالاً ونساءً، فقام بتصفية عائلات بأكملها، كما أنه عامل معارضيه بقسوة، واعتمد فى ذلك أساليب تعذيب وقتل ضد كل من يشتبه بهم فارتكب العديد من المجازر.

لكن المؤرخون لم ينكروا إنجازاته، حيث توسعت روسيا فى عهده أكثر من أى وقت مضى إثر حروبه الخارجية وضم واستيطان سيبيريا، وجعل من موسكو عاصمةً لعموم روسيا، هدف إلى بناء أمة قوية، فأنشأ مجلس مستشارين للإصلاح، ونظم القوانين التشريعية والضرائب ومنح الأرياف حكماً ذاتياً.

وفى اللوحة نجد الأب ممسكاً بابنه وخليفته حزيناً متألماً، نادماً ومفجوعاً من هول ما فعل، حاول القيصر إنقاذ ابنه، لكن من دون جدوى، وقد كان لهذه الحادثة بالغ الأثر على إيفان فاعتكف فى الكنيسة حيناً، وبعد هذه الحادثة بعامين أصيب بمرض غريب جعل جسمه يتور ومات سنة 1584، بعد أن حكم لأكثر من ثلاثة عقود.