ثقافة وفن

عبد اللطيف حلاق للبعث ميديا: جمعتُ بين التجريد الحروفي والمولوية

من الواقعية التعبيرية نحو التجريد الحروفي باستخدام الحرف كمفردة تشكيلية داخل عناصر ومكونات اللوحة بالتركيز على شكل وانحناءات الحرف، بهذه المفردات بدأ التشكيلي عبد اللطيف حلاق حديثه للبعث ميديا.

ويأتي ميله للاتجاه الحروفي نتيجة شغفه بالمنحى التجريدي إذ لم يجد أنه من خلال الواقعية –التعبيرية يستطيع أن يعبّر عن مكنونات روحه، لذلك اتجه نحو الرمزيات والتجريد لتدل لوحته على مضمونها وتصل إلى المتلقي.

فسألته عن تأثره بالتراث وإدخال المولوية كجزء أساسي بفضاء اللوحة إلى جانب الحروفية، فأجاب بأن تأثره بالمولوية يعود إلى إعجابه بتجربة صديقه الفنان بديع جحجاح من خلال الرمزيات التي يطرحها للشغف والحبق والحب والجوهر المدلولات التي تتعلق بالصوفية.
وتابع: جمعت بين المدلول التجريدي للحرف العربي وتوظيفه كمفردة ضمن اللوحة ورمزية شخصية المولوي بغية إيصال رسالتي عبْر خطوطي وألواني التي تحمل رسالة المحبة فالله عزّ وجل محبة، وكل الأديان دعت إلى المحبة والسلام وهذا ما رمزت إليه بملامح الصوفية.

ويعمل حلاق على الارتقاء بالتعمق بالصوفية بتصميم هوية بصرية لكل قاعدة من (قواعد العشق الأربعون) بحيث نرتقي بأنفسنا من خلال العلاقة الروحية.
وكانت قصيدة العامرية التي خطها على جسد المولوي بشكل مباشر للأبيات وغير مباشر لبعض الحروفيات التي على حواف إطار اللوحة مثل العين والباء والتاء التي تحمل فحوى تجريدية بحتة دلالات رمزية.
أيا داعياً بذكر العامرية أنني
أغار عليها من فم المتكلم
أغار عليها من ثيابها
إذا لبستها فوق جسم منعم

ويضيف: تبقى الصوفية حلمنا ومنطلقنا لنطل على فسحة من الجنان التي نصبو إليها والموجودة في داخلنا وبين بعضنا بجسر المحبة ونحقق بحياتنا معادلة الأخلاق والقيم، وبالحب نوصل هذه الرسالة بشكل أكبر.

ويأتي اللون الأزرق بمشتقاته ليتناغم ويعكس لون العشق لدى المتصوفين كما هو معروف “بالعشق الأزرق” فهو لون العشق لون الروح والسكينة والصفاء والسكون والمحبة.

أما عن مدلولات الخط الفارسي الذي يستخدمه حلاق في أغلب لوحاته فيقول: أشعر بأن الخط الفارسي يحمل الروح بانحناءاته وانثناءاته عكس خطوط النسخي والثلث التي تسمى بالخطوط اليابسة كونها تبتعد عن الحركة والحيوية.

ولم تقتصر تجربة عبد اللطيف حلاق على الواقعية التعبيرية والتجريد الحروفي إذ شكلت الموتيفات الاجتماعية التي جسدها بأسلوب يقترب من الكاريكاتير حيزاً من تجربته، ويصفها بأنها أفكار يعبّر عنها من خلال ما يسمى ب” إسكيتش كريكاتير”. كما في لوحة” أنا آسف..أنت لا تشعر بآلامي” وفي لوحة ثانية يعبّر بخطوطه عما كتبه
” عندما يخونونك …كأنهم قطعوا ذراعيك تستطيع مسامحتهم … ولكنك … لا تستطيع عناقهم”.

ويرى عبد اللطيف حلاق أن هناك فارقاً بين الفنان والرسام فالفنان يحمل الروح والثقافة والرسالة، بينما الرسام قد يمتلك أدوات التقنية ويكون تقنياً ماهراً لكنه لا يحقق الصفة الأساسية بالفن، لأن الفن يقترن بالثقافة بالروح وبالكثير من الحب.

يذكر أن الفنان عبد اللطيف حلاق درس الفن دراسة أكاديمية وخاصة، وحصل على جوائز من جهات رسمية ودولية، ونال الدكتوراه الفخرية من المركز الثقافي الألماني.
وشارك بمعارض فردية وجماعية
وهو عضو في تجمع ” فنانون بلا حدود” وفي “جمعية شموع السلام” وغيرها.

البعث ميديا|| ملده شويكاني