منوع

الطبيعة تلتقط أنفاسها

 

بينما يمضي أكثر من ثلاثة مليارات شخص أيامهم في الحجر الصحي الإلزامي، إثر تفشي فيروس كورونا المستجد، تشرع الطبيعة بالتقاط أنفاسها مجدداً، واستعادة الحياة البرية للحيوانات والنباتات في منأى عما قام به البشر على مدى عقود.

ووفقا لوكالة فرانس برس، وخلال الأيام الأولى للحجر الصحي، بدأ سكان المدن الكبرى مجدداً يسمعون زقزقة العصافير وشوهد أسد أمريكي صغير يجول في سانتياغو، ودلافين متجمعة في البحر الأبيض المتوسط، لتستفيد بذلك الحيوانات والنباتات البرية من الهدوء الذي عاد بعد زمن طويل.

مدير الأبحاث بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس، رومان جوليار، بين أنه مع تراجع النشاط البشري وجدت الحيوانات البرية في المناطق الحضرية حرية للتنقل في المدن، كالثعالب التي تغير سلوكها بسرعة كبيرة عندما تكون هناك مساحة هادئة تأتي إليها، وبالتالي يمكن للحيوانات والطيور التي تعيش في المناطق الحضرية، كالعصافير والحمام والغربان، مغادرة أراضيها المعتادة وإفساح المجال لحيوانات أخرى.

فيما أشار المختص في الصوتيات بالمتحف، جيرون سويور، إلى أنه بات بالإمكان سماع أصوات الطيور بشكل أفضل، فقد تخلصت الحيوانات من الضجيج والضوضاء البشرية التي تعكر سلوكها وتولد إجهاداً لديها، آملاً أن يكون اختفاء هذا الضجيج مفيداً للحيوانات خلال فترة التكاثر في الربيع.

بالمقابل، لفت جان نويل ريفيل، المدير الإقليمي للمكتب الفرنسي للتنوع البيولوجي في فال دو لوار، إلى أن العزل المنزلي أنهى موسم الصيد مبكراً، إضافة إلى أنه يمكن أن يكون مناسباً في أوقات التكاثر بالنسبة لبعض الحيوانات، كالضفادع والسمندر المرقط، التي تتعرض للدهس باستمرار بينما تجتاز الطرق.

وبالنسبة للنباتات، أكد ريفيل أن الأمر نفسه بالنسبة إلها، حيث أن أزهار الأوركيد البرية التي تنمو بين نهاية نيسان وبداية أيار تتعرض للقطف من قبل المشاة، قد تنجو من ذلك المصير هذا العام.

العلماء رأوا أن هذه الظاهرة قد تكون الأكثر أهمية لطريقة تغير نظرتنا للطبيعة، فالمعزولون سيدركون مدى افتقادهم للطبيعة وسيجدون الوقت لمشاهدتها واستكشافها.

هذا بالإضافة إلى التخفيف في انبعاثات الغازات الدفيئة نتيجة توقف الكثير من المصانع وما سيحدثه ذلك من أثر إيجابي على البيئة والطبيعة في العالم.