الشريط الاخباريدوليسياسة

خلافات عميقة في حكومة العدالة والتنمية العثمانية

عقب تفشي وباء كورونا القاتل ووصول الوفيات لعدد كبير، قرع ناقوس الخطر في تركيا، حيث فجاء سليمان صويلو وزير داخلية النظام التركي مساء الجمعة قبل الفائت بتقديم استقالته من الحكومة، عندما أعلن حظرا للتجول قبل ساعتين من بدء سريان مفعوله في 30 مدينة في البلاد، مما أدى إلى ذعر وفوضى بين الأتراك، لتزاحمهم لشراء الحاجيات الضرورية اليومية، هذه الاستقالة المفاجئة لوزير الداخلية، تسببت بهزة في الساحة السياسية، وأظهرت خلل حاصلا في إدارة أزمة تفشي وباء “كورونا” في تركيا.
وفي تطور غير متوقع، على خلفية الإعلان المفاجئ عن حظر التجول من أجل احتواء الوباء الذي أثار الفوضى في البلاد، رفض اردوغان ” السلطان العثماني” الاستقالة المقدمة من وزير الداخلية، خوفا من سقوط حكومة العدالة والتنمية، رغم فشله في التعامل مع أزمة الـ”كورونا”، فقد أعلنت إدارة إعلام رئاسة النظام التركي: “إن استقالة وزير الداخلية لم يوافق عليها رئيس النظام، وسيواصل الوزير مهام عمله”.
انتقد آلاف المعارضين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وعدد من المسوؤلين طريقة تطبيق القرار الحكومي، واتهموا السلطات بتهديد حياة آلاف الناس، وإلى جانب قرار وزير الداخلية الذي أثار موجة من الانتقادات، فقد سلط الضوء على الخلافات الداخلية في محيط السلطان العثماني، فقد أشار عدد من المراقبين إلى أن خصومة قوية تفرق بين صويلو ووزير المالية النافذ وصهر أردوغان، براءت البيرق.
وأفاد رئيس تحرير موقع خبردار سعيد صفا بأن”استقالة صويلو وعودته مرة أخرى تعكس تجليات الصراع داخل ما يسمى في تركيا بـ “مجموعة البجع” التابعة لصهر أردوغان والتي نشرت أنباء استقالة صويلو من منصبه بعلم أردوغان”، وذكرت تقارير إعلامية “إن أردوغان لم يقبل الاستقالة” مما أثار استغراب ودهشة الكثيرين في الأوساط الشعبية التركية، فقد ذكرت تقارير بأن “الرئيس التركي قد يعين صهره براءت البيرق خلفاً لوزير الداخلية المستقيل لعدة أسباب”، منها “خشية أردوغان من تحرك الشعب التركي ضده في أعقاب الوضع الاقتصادي السىء، وقرار حظر التجوال المفاجئ الذي أثار ضده المعارضة”، مضيفة أن أردوغان يحتاج إلى شخص يثق به ويكون أكثر بطشاً ضد المعارضة والعمل على طمس أي أصوات تعارض قرارات رئيس النظام التركي، خاصة في خضم أزمة “كورونا”.
أما رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو قال في تصريحات تلفزيونية تعليقا على الاستقالة ورفضها إن: “استقالة صويلو لم تكن بإرادته ولا أعتقد أن قراره فردي” وإنها جاءت لإنقاذ أردوغان”.
وأكدت زعيمة الحزب الجيد في تركيا مارال أكشانار، أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، ارتكب أخطاء فادحة خلال معالجته لأزمة وباء كورونا، مضيفة: “يتصرف وكأن الدولة مزرعته الشخصية يفعل بها ما يشاء”.
وقد شن أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، هجوما على أردوغان، بسبب القرارات التي يتم اتخاذها في الوقت الحالي، وتأتي كضغوط على الشعب التركي، في ظل أزمة كورونا.
فرضيا لو قبل رئيس النظام التركي استقالة صويلو فسيكون ثاني وزير يغادر منصبه منذ بدء انتشار الوباء، حيث “أقيل وزير النقل محمد جاهد طورهان قبل أسبوعين، فالموافقة على الاستقالة ربما يشكل خلل أو هزة في حكومة النظام التركي في ظل أزمة تفشي فيروس “كورونا”، الذي تتسبب بإصابة “قرابة ٨٦٣٠٦ شخص، فيما توفي ٢٠١٧”، وفق آخر حصيلة رسمية نشرتها وزارة الصحة الأحد الماضي.
البعث ميديا || عزالدين شحادة