الشريط الاخباريسلايدصحة

الحسن لـ«البعث ميديا»: مرضى السرطان أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا

نتيجة الأوضاع الصحية التي عمت العالم بسبب انتشار فيروس كورونا “كوفيد19″ أسئلة كثيرة تدور في ذهن مرضى السرطان وأُسرهم، وذلك نظرا لضعف الجهاز المناعي لديهم، وخاصة أن العديد من الدراسات أشارت على أنهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالفيروس.

وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية وللإجابة على استفسارات مرضى السرطان حول حالتهم الصحية وعن الإجراءات المتخذة وكيفية إتمام العلاج، كان لـ”البعث ميديا” هذا الحوار مع الدكتور حسن الحسن اخصائي معالجة الأورام في دمشق، الذي أكد بأن مريض السرطان يحمل خطورة عالية للإصابة بفيروس كورونا أكثر من غيره من الناس العاديين، قد تصل الى مانسبته خمسة أضعاف الناس العاديين، وهذا نتيجة العلاجات الكيميائية التي تؤدي الى نقص في المناعة أو نقص في الخطوط الدفاعية الأساسية للجسم.

 

توصيات

وعن التوصيات التي قد يقوم بها معالج مرضى السرطان في ظل انتشار كورونا، يقول الحسن: لاتوجد حتى الوقت الحاضر توصيات من منظمة الصحة العالمية تخصّ مرضى الأورام يمكن الاعتماد عليها بشكل رئيسي، ولكننا كأطباء اختصاصيين نقوم باتباع مجموعة من الملاحظات على مستوى المراكز الحكومية والخاصة.

وأضاف الحسن: هذه التوصيات تعتمد على مجموعة من النقاط مثل تقليص عدد المرافقين ومنع الزيارات أو اصطحاب الأطفال، وتأجيل المراجعات لمن انتهت علاجاتهم الكيميائية ومازالوا يتابعون حالاتهم بشكل دوري كإجراء التحاليل الطبية والصور الشعاعية، وعليه يمكنهم في هذه الفترة التواصل مع أطبائهم عبر وسائل التواصل كالواتس أب أو الهاتف لتلقّي النصيحة، أما بالنسبة للمرضى الجدد قد نؤجل البدء بالعلاج للمريض غير الإسعافي والذي تكون حالته الورمية غير هجومية.

المعالجة حسب درجة الخطورة

وعن كيفية التعامل مع المريض وطريقة العلاج المتبعة يقول الحسن: نقوم كأطباء بالمعالجة حسب درجة الخطورة لكل مريض وعلية لابد من الإشارة الى أن هناك قسمان للمرضى الذين هم قيد العلاج:

القسم الأول: المرضى قيد العلاجات الهجومية أو الشافية “كما نسميها”، هؤلاء تتطلب حالتهم السرعة في العلاج للوصول الى نتائج أفضل، وبالتالي لايمكننا تأجيل علاجهم بسبب الأوضاع الحالية “اي في ظل انتشار كورونا واجراءات الحجر الصحي وغيرها” ويجب أن نكون دقيقين، بحيث نتّبع معهم أثناء العلاج سبل الوقاية والحماية وتعزيز علاجاتهم بأدوية رافعة للمناعة ورافعة للكريات البيض، كما نقوم بتزويدهم بالنصائح الأساسية التي يجب أن يتبعوها داخل المراكز العلاجية أو حتى في منازلهم.

أما القسم الثاني: من هم قيد العلاجات التلطيفية والمخفّفة للمرض السرطاني والذي يمكن تأجيل علاجاتهم لأوقات أخرى حسب حالة كل شخص حتى نتأكد من سلامة الوضع العام ثم نعاود العلاج.

 

تعديل نمط المعالجة من عالية السمية الى خفيفة

ويقول الحسن: نقوم ببعض الإجراءات المؤقتة والتي تساعد المريض على الاستمرار وسط الحجر الصحي القائم، عن طريق تعديل نمط المعالجة من معالجة عالية السمية وذات آثار جانبية عالية الى معالجة أخف سمية وأخف تثبيط للنُقي، وأخف تأثير على الناحية المناعية، وبالتالي نبتعد قدر الإمكان أيضا عن الأدوية التي قد تؤدي الى إصابات فطرية وتؤثر على الكريات البيض، وقد نعدّل نمط المعالجة من علاج وريدي الى علاج فموي أقل تأثير.

ويشير الحسن الى مرضى سرطان الثدي الهرموني أو سرطان الثدي الايجابي للمستقبلات الهرمونية، حيث يمكن إعطائهم علاجات هرمونية بهذه الفترة، وهذا أخف عليهم من تلقي العلاج الكيميائي مباشرة، ويضيف: أما بالنسبة للمعالجة الشعاعية فإذا كان هناك مجال للتأجيل؛ يؤجّل المريض حتى تتوفر الظروف الصحية الأفضل، كما ننصح بمراجعة المراكز الصحية القريبة منه في حال حدوث أي تطور على صحته وخاصة الحالات التنفسية وارتفاع الحرارة التي قد تتعلق بوباء فيروس كورونا.

 

 

 

تأجيل بعض العمليات الجراحية

وعن العمليات الجراحية التي قد يحتاجها مريض السرطان يقول الحسن: ننصح بتأجيل مثل هذه العمليات إن أمكن، ويكون أما بتمديد العلاج الكيميائي أو الشعاعي ريثما تتحسن الأمور ثم نقوم بالعمل الجراحي للمريض، وبالنسبة لمرضى العلاج الشعاعي يمكن استكمال جلساتهم أو نقوم بتكثيف جلسات العلاج الشعاعي لتخفيف تواتر قدوم المريض الى المشفى.

وبالنسبة للمرضى المقبولين في المراكز أو المشافي التي تقدّم العلاج الكيميائي، ينصح الحسن بمنع الزيارات مع بقاء مرافق واحد مع المريض، وذلك بعد التأكد من سلامته الصحية وأنه خالي من أي أعراض لفيروس كورونا، وبالنسبة للكوادر الطبية يمنع دوامها في وحدات معالجة الأورام إذا ظهرت عليهم أي إعراض مثل الحرارة والإعراض التنفسية، والتأكد من سلامتهم وفحصهم بشكل دوري والتشديد بإجراءات التعقيم والذي يعتبر هاما جدا للمريض وللكادر الطبي أيضا.

 

مبادرات حكومية

ولابد هنا من التذكير بالمبادرات التي قام بها القطاع الصحي بغية تقديم التسهيلات اللازمة لمرضى السرطان وتأمين احتياجاتهم، من بينها ما قامت به الجهات المعنية في الحسكة والتي كلفت مديرية الصحة بتقديم كافة التسهيلات لهم وتلبية متطلباتهم، وتأمين سفرهم الى دمشق، لتلقي العلاج وأخذ الجرعات الطبية المقررة لهم في مواعيدها المحددة.

البعث ميديا: ابتسام جديد