ثقافة وفن

رنا محمود للبعث ميديا: وظائف حسيّة ووجدانية بين الكلمة والفنون

بعد إصدارها مجموعتها الشعرية الأولى ” صرخة أنثى” تستكمل رحلتها مع هواجس الأنثى وأوجاع الوطن بمجموعتها الثانية ” الأرض بعض ظلي” وتضم ستاً وأربعين قصيدة من قصائد النثر والنصوص المفتوحة، تعكس رؤى حلم بالحرية والسلام والمحبة كي تعيش المرأة بعالم أفضل.
وكان من المقرر أن توقع رنا محمود مجموعتها ضمن فضاء معرضها الفردي لمجموعة أعمال أنجزتها بين النحت والرسم، وبما أننا في مرحلة الحجر الصحي فوقّعته إلكترونياً حالياً.
وقد حملت إحدى القصائد عنوان المجموعة واختزلت فيها حكاية المرأة السورية عبْر التاريخ حكاية الملكات وآلهات الأساطير إيماءة إلى قوتها ومكانتها:
الأرض بعض ظلي
أنا امرأة بلون الغياب
أورثت المسافات حلمي
ومنحت الأرض ظلي
أنا الكون
كل الكون
رهن إشارتي
أنا هي ذي الزباء
عشتار
أنا بلقيس
وفي قصيدتها “أنا والأزرق” توصيف لمدينة البحر ورسم بالكلمات للبيئة البحرية وإبحار المرأة بهواجسها مثل حركة المد والجزر:
أنا والأزرق
من منح البحر ذاكرتي
من وهبه مفاتيح زرقتي
كي يغزو سمائي ؟؟
أما قصيدة الهدية الأعظم فاقتربت من ملامح الذاتية بفقدها والدها:
لكنه رحل
رحل من الدار
أخذوه من أمامي
أخذوا أبي ولن يعود
وفي حديث رنا محمود للبعث ميديا أجابت عن سؤالي عن العلاقة بين الكلمة واللون والنحت، فترى بأن الفن نتاج إبداعي متكامل سواء أكان لفظياً أو سمعياً أو بصرياً ليعبّر عن فكرة ويترجم أحاسيسنا ومشاعرنا الفياضة.
وبين فن الرسم والنحت، وبين الكتابة على اختلاف أنماطها هناك علاقة تلاحمية بينهما وتضافر نسيجي يجمعهما بما يتمتعان بوظائف حسية ووجدانية، فلكل إنسان تجاربه مع الحياة مابين يوم سعيد وآخر شديد المرارة.
وتنم منحوتات محمود المشكّلة من المعدن والحجر والخشب عن روح العلاقات الوجدانية، مثل منحوتة المرأة الحامل التي تحكي قصة الوجود، وتلخص منحوتة أشواك وياسمين قصة الحياة المحملة بالألم والوجع رغم كل الجماليات التي نلمسها فيها ليشدنا دائماً عطر الياسمين إلى ضفة الأمل والحلم والحب.
في حين توحي منحوتة الكتف بالاحتماء بظل الرجل، وتحدثت محمود عن منحوتة اللقلق الحزين المستمدة من الحكايات الأدبية بأنها استخدمت مادة الخشب وهو مزيج بين الواقعية والتجريدية.
ملده شويكاني