قصة بطولة

الشهيد البطل مهند قره محمد.. الضمير الحي

عندما بدأت الهجمة العالمية على سورية، اتضحت معالمها وأهدافها الإرهابية، تطوع شبان مؤمنين بحق الدفاع عن أرضهم وبلدهم مضحين بأنفسهم بازلين دمائهم الطاهرة فداء عن الأرض والبلد، الشهيد مهند قره محمد ابن مدينة ادلب كان واحد من أولئك الأبطال السباقين في الدفاع عنها.

مع بداية الأحداث الإرهابية، كان خيار التطوع ليس سهلا وخاصة في مناطق انتشر فيها الإرهابيون، تطوع الشهيد مهند لصالح الجيش العربي السوري دون أي شرط أو أي مقابل، لأنه مؤمن بحق الدفاع عن أرضه وغيور على بلده، والكثير من الشباب تطوعوا من دون مقابل في تلك المرحلة المهمة والخطرة.

شارك البطل الشهيد بمهمات كثيرة وعديدة وخاض معارك كبيرة ضد الإرهابيين، في البداية تطوع بشكل سري ضمن وحدة عسكرية، وكان يؤدي مهامه العسكرية ليلاً، وفي الصباح “يفتح محله بشكل طبيعي حتى لا يثير الشكوك ويتسبب بأذية لأفراد عائلته وأحبابه”.

خيار التطوع لم يكن سهلا للشهيد مهند نظراً للظروف المحيطة فيه، فمن جهة مدينة إدلب تعج بالإرهابيين، إضافة إلى إن “معظم أصدقاؤه وأبناء عمومه وأقرباؤه انضموا للإرهابيين” ، ومن جهة أخرى ضميره ومبادئه وطريق الحق الذي كان واضحا للشهيد، فقد تحدث الجميع عن شجاعة مهند وشهامته وإيمانه وضميره الحي وانه “صاحب نخوة ولا يرضى بالغلط ويقول الحق مهما كلف الثمن”.

المهمة الأخيرة للشهيد

نظرا لصعوبة الموقف في تلك المهمة الخضرة بمنطقة “مزارع بروما” أشار بعض رفاقه إلى الانسحاب نظرا لصعوبة المنطقة، أصر مهند على متابعة القتال فتقدم وخاض اشتباك عنيف إلى أن تحاصر مع رفاقه واستشهد مع رفيق له، بقي  جثمانه الطاهر مع الإرهابيين.

نقل احد رفاقه، كان استشهاد مهند “محط فرح للإرهابيين”، فرغم محاولتهم استمالته بالترغيب، والترهيب “لدرجة أنهم هددوه بخطف بنته حتى يضغطوا عليه”، لكنه كان أقوى من كل أساليبهم ولم يرضخ لهم، فنال الشهادة بشجاعة تامة” ورأسه مرفوع وما عرف الذل والخنوع للحظة”.

استشهد مهند في ٢٠١٣/٥/٨ بعمر ٣١ سنة ترك طفلين ورثوا منه أنبل الأخلاق وأعظم الصفات الحميدة، الشهيد ابن محافظة إدلب – من إدلب المدينة – مواليد ١٩٨٢، رحم الله مهند شهيد إدلب وابنها البار، وأرواح جميع شهداءنا الأبرار وشفى جرحانا الأبطال وقائدنا وجيشنا العربي السوري.

وتبقون سراج الياسمين