الشريط الاخباريسلايدمحليات

باقات الانترنت الجديدة.. بين القبول والرفض ورؤية مخدميها

آلية جديدة بدأت الهيئة الناظمة للاتصالات بتطبيقها منذ مطلع آذار 2020، تقتضي بتحديد حجوم استهلاك الانترنت للمشتركين، في خطوة تهدف لتحسين جودة الخدمات المقدمة وسرعتها، على حد تعبير القائمين عليها، إلا أنها ومن اللحظة الأولى لاقت انتقاداً واستهجاناً كبيراً من قبل المستخدمين، وأثيرت الكثير من التساؤلات حول الجدوى منها وكيف يمكن أن تؤثر على وضع الانترنت، خاصة وأن البعض لم يلحظ أي تحسن في الخدمة لديهم..

مدير الإدارة التجارية في الشركة السورية للاتصالات، المهندس أيهم دلول، أجاب على الاستفسارات التي نقلها البعث ميديا حول موضوع الباقات، حيث أوضح أن الشركة بصفتها المشغل الأم لهذه الخدمة تسعى بشكل دائم لضمان وصول خدمة الانترنت بشكل يليق بمستوى الرضا المطلوب، وللحفاظ على عدالة التوزيع بين المشتركين طبقت السورية للاتصالات، التزاما بتعليمات الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، الآلية الجديدة في إطار سياسة الاستخدام العادل، والتي تهدف لتقديم خدمات الانترنت ومعالجة مشاكله وتحسين الجودة والسرعة دون أي كلف إضافية.

وأضاف بأنه بعد دراسة استمرت قرابة عام ونصف، لتقييم سلوك المشتركين بمختلف الشرائح، تبين وجود فجوة كبيرة في حجوم التحميل بين مشتركين بالسرعة نفسها، وعلى سبيل المثال، يستهلك المشترك المنزلي المستخدم لسرعة 1M حوالي 25-30 غيغا، وهو يدفع الكلفة التي يدفعها صاحب مقهى عام يرتاده العشرات يوميا ومشترك بالسرعة ذاتها، إلا أن استهلاكه أضعاف المشترك الأول في الشهر.

نتائج إيجابية ومعالجة ضعف الجودة..

بحسب المهندس دلول فإن نتائج إيجابية ظهرت من خلال تقارير فنية عديدة تؤكد تحسن الخدمة ومستوى جودتها، حيث انخفضت مؤشرات الاختناقات على البوابة الدولية والتجهيزات الفنية المرتبطة بخدمة الانترنت، وهذه المؤشرات ارتبطت بارتياح عام لدى شريحة واسعة من المستخدمين، سواء من حيث جودة الخدمة أو من جهة حجم التحميل المتاح، ووفقا لبيانات إحصائية لـ3 أشهر من بدء الاستخدام، فإن حوالي 65% من المشتركين اكتفوا بالحجم المقدم للسرعات المحددة ولم يستخدموه كاملاً، فيما لم تتجاوز نسبة من اشترى حجوم إضافية الـ10% في الفترة نفسها، وهذا يؤكد صحة الدراسة التي حُدد على أساسها حجم الباقات.

بالمقابل، كان هناك شكاوى بعد تطبيق نظام الباقات، أو “سياسة الاستخدام العادل” الوصف الدقيق للآلية الجديدة، من عدم تحسن سرعة الانترنت لديهم بل إنها أصبحت أكثر سوءاً من قبل، وفي هذا السياق أشار مدير الإدارة التجارية إلى أن الردود السلبية التي كانت ترد اقتصرت على نوعين من المشتركين، الأول من يقضي ساعات طويلة على الألعاب الفورية online والتي تحتاج لحجوم تحميل كبيرة، والثاني الشركات التي تستخدم سرعات متوسطة لعدد كبير من المستخدمين، وأضاف بأن هناك بعض الحالات التي تعاني من سوء الانترنت بسبب الشبكة النحاسية أو التمديدات الداخلية للمنزل، مؤكدا أن الشركة عملت على معالجة هذه الحالات عن طريق فريق الدعم الفني.

كما بين أنه في أوقات الذروة قد يحصل ضعف بالانترنت نتيجة استخدام الشبكة من قبل أكبر عدد من المستخدمين ما يسبب اختناقات وضغط عليها، مشيرا إلى أنه مع بدء تطبيق الآلية الجديدة تمت زيادة حجم الحزمة الوارد إلى سورية بحولي 50 غيغا، لتصبح 390 غيغا، وهي كافية لتغطية الاحتياجات الحالية، ونوه إلى أن الشركة مستمرة بتوسيع البوابة الدولية وإضافة سعات جديدة عند الحاجة.

حجوم إضافة وتدوير الفائض..

من خلال متابعة المؤشرات الإحصائية، التي تم استخلاصها من معدل الاستخدام ومعدل الشحن وإعادة الشحن ومعدل عدم إعادة الشحن، ذكر المهندس دلول أن الشركة تدرس حاليا إطلاق عروض للسرعات تغطي الشريحة الأوسع للمشتركين، فضلا عن إطلاق سرعات جديدة مخصصة لبعض الشرائح.

وهذه العملية قد تستغرق وقتاً، إذ إنه لا يمكن الاعتماد على إحصائيات الأشهر الماضية، كونها شهدت طفرات عديدة في الاستخدام، ومنها جائحة كورونا، التي غيرت أنماط حياة الكثيرين وتسببت ببقائهم في المنزل، الأمر الذي انعكس على تضاعف حاجات الأفراد للانترنت، أما بالنسبة لشهري نيسان وأيار الذين شهدا عودة تدريجية للحياة الطبيعية والعودة إلى العمل، فلا يمكن، أيضا، اعتبارهما كمؤشر..

وحول إمكانية تدوير الحجوم الغير مستهلكة وإضافتها لرصيد الشهر التالي، أفاد المهندس دلول بأن ذلك غير ممكن فنياً، فنظم المعلومات ترتبط بأنظمة مالية، ومن شأن ذلك أن يتسبب بالكثير من الإشكاليات.

كذلك أضاف بأن البعض طالب بزيادة الحجم المخصص لسرعة الـ1M، مبينا أن الأمر ليس خاصاً بالشركة السورية للاتصالات، التي تملك مزود تراسل، وتتم متابعته مع الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، مشدداً على أنه حتى نهاية تموز سيكون هناك تقييم فعلي وتصور كامل، ويمكن بعد ذلك تقديم عروض تلبي كافة الاحتياجات بشكل قائم على الواقع الفعلي لتطبيق سياسة الاستخدام العادل.

زيادة السرعة وشحن الباقات..

منذ بدء تطبيق السياسة الجديدة زاد عدد المشتركين في خدمة الانترنت، فضلا عن أن كثيرين تقدموا بطلبات لرفع السرعات الخاصة بهم، وبلغ العدد الإجمالي حوالي 36,915، لتكون نسب الزيادة على النحو التالي: 41% لسرعة 1M، و44% لـ2M، و14% لـ4M، في حين لم تتجاوز نسبة 1% من المشتركين السرعة إلى 8M، و16M، هذا بالإضافة إلى الشركات التي اتجه أغلبها لتقنيات الفايبر نت لتلبية احتياجاتها المتنوعة..

وفيما يتعلق بإعادة شحن الباقات، قدمت الشركة السورية للاتصالات خيارات متعددة لشراء الحجوم، واتاحت العملية على موقعها الإلكتروني أو عن طريق التطبيق الخاص، الذي يعمل على أنظمة أندرويد وجاري تطوير نسخة على أجهزة أبل.

ونوه المهندس دلول إلى أن عملية الشحن لا تكون إلا عن طريق الحساب الخاص بالمستخدم، والذي أصبح بمثابة هوية له ويجب الحفاظ عليه، وبهذا تم الحد من الاختراقات التي كانت تحصل سابقا باستخدام الحساب من قبل جهات أخرى غير المشترك الأساسي..

النتائج..

في المحصلة لا يسعنا إلا الانتظار حتى تظهر نتائج هذه الخطوة بشكل كامل، لنعرف خيرها من شرها، ونرى ما إذا كانت قد حققت أهدافها أم أن الحال بقي كما هو دون أي تغير أو تقدم على صعيد خدمات الانترنت.

 

رغد خضور