الشريط الاخباريثقافة وفن

دعاء بسطاطي في معرضها الجديد “فتيات”

 

لم تعبّر لوحة الفتاة التي تحميها المظلة المبتلة من حبات المطر وقطع الثلج المتناثرة على الأرض والدرج عن رومانسية الطبيعة فقط، إذ مثلت بثوبها الخمري وخلفيتها السوداء حالة انتظار الأنثى العاشقة ولهفتها بسؤالها الزمن على أمل اللقاء، هذا ما أشارت إليه التشكيلية دعاء بسطاطي، في معرضها “فتيات” المقام حالياً في المركز الثقافي العربي أبو رمانة، والذي جسدت فيه على الزجاج بتقنية فنية حالات تعيشها الفتاة من إبداع وسكون، وتألق المعرض بصورة سيدة الياسمين السيدة أسماء الأسد التي تمنح الأمل لكل الفتيات.

بدأتُ حديثي مع بسطاطي، للبعث ميديا، من العنوان الشائق” فتيات”

فتقول: المعرض حكاية فتيات، كل واحدة منهن تمضي في طريق، ففي منحى واسع ارتبطت الثقافة بألوانها بحياة الفتاة فرسمتُ عازفة الناي وجسدت بلغة الجسد صورة الفتاة الراقصة، وكذلك القارئة.

وفي بعد آخر، دخلت بسطاطي في مداخل الروح فجسدت ومضات خاطفة موحية ساكنة بلحظات تأمل، ولم تبتعد عن وباء العصر الذي أوقف حركة العالم فتحدت كورونا بلوحة الفتاة التي تضع كمامة وهي ممرضة تكافح وتنقذ المصابين وتعرض نفسها للخطر من أجلهم.

والأمر اللافت أن اللون الأسود هيمن على خلفية اللوحات بتناغم مع ألوان محددة، مثل الخمري والأخضر، فتحدثت عن التقنية بنقلها في المرحلة الأولى تشكيل الهيكل الأنثوي من النت ثم الإضافة والتعديل، وعن الخلفية السوداء أوضحت بأن اللون الأسود يمسك كل الألوان لاسيما الرسم على الزجاج الرسم  العكسي، وترى بأن اللون الخمري يعبّر عن روح الفتاة ومشاعرها.

وأرادت السيدة، رباب أحمد، مديرة المركز، أن تفتتح المعارض التشكيلية بظاهرة ثقافية كما ذكرت، تمثلت بالتشكيلية دعاء بسطاطي، التي قدمت معارض فردية من خلال الرسم بقدميها وتغلبت على الإعاقة بخلقها دون يدين، حيث تابعت: الإعاقة الجسدية لم تمنعها من تحقيق شغفها وقد درست في مركز أدهم إسماعيل ومن ثم تخرجت في كلية الفنون الجميلة وهي الآن فنانة وموظفة في وزارة الثقافة، هذه ظاهرة تستحق الدراسة وتقدير عائلتها التي اهتمت بها ورعتها، فالأب والأم والأخوة كانوا سنداً ودعماً أطلق دعاء إلى عالم الفن والمجتمع .

السيدة أحمد ذكرت أن الإعاقة بالتفكير والسلوك وبالعقل وليس بالإعاقة الجسدية، ويكفي أن يتمتع الإنسان بعقل كامل حتى يبدع وتفتح له كل أبواب الحياة وكل مداركها.

أما عن تجربتها الفنية، بينت البسطاطي أنها طوّرت تجربتها، محاولةً أن تسلط الضوء في هذا المعرض على واقع الفتاة السورية، وقدراتها الكامنة فنرى في بعض اللوحات حالة من التحدي.. وهناك ثمة حزن يلوح بين اللون، لكن دائماً هناك بصيص من الأمل.

افتتح المعرض مدير ثقافة دمشق الأستاذ وسيم المبيض والسيدة رباب أحمد بحضور الأب إلياس زحلاوي.

البعث ميديا  ||  ملده شويكاني