ثقافة وفن

” حروف تعشق الياسمين” في الميدان

أحمد سوار “أطمح إلى تنمية عشق الخط العربي لدى الناشئة”
” قالوا تحب الشام، قلت جوانحي مقصوصة فيها وقلت فؤادي”
هذا ما قاله الأخطل الصغير وخطّه الفنان التشكيلي أحمد سوار في معرضه “حروف تعشق الياسمين” الذي أقامه مؤخراً في المركز الثقافي العربي في الميدان، ودمج فيه بتناغم بين التشكيل والحرف واللون فغدت لوحاته أشبه بوثيقة لبعض معالم دمشق وأجمل ما قاله الشعراء بأكثر من خمسين لوحة لكلمات محمود درويش وسليمان العيسى وإيليا أبو ماضي وحافظ إبراهيم مع أقوال بعض الكتاب مثل غادة السمان ومحمد كرد علي وآخرين، إضافة إلى بعض الآيات من القرآن الكريم والحديث الشريف، كما خط مقتطفات من التراث.
وشغلت أقوال الشاعر نزار قباني حيزاً أضفى على المعرض جمالية خاصة.
حبيبتي أنت ..فاستلقي كأغنية
على ذراعي ولا تستوضحي السببا
وفي لوحة أخرى تألقت بتدرجات اللون الأخضر وعطر الذكريات
ياشام
إن جراحي لاضفاف لها
فامسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وارجعي إلى أسوار مدرستي
وارجعي الحبر والطبشور والكتبا
لتبقى اللوحة التي اقتربت من عنوان المعرض هي الأجمل لأنها اختصرت كل جماليات دمشق:
لا ياسمين يعرش
ولا رائحة حبات المطر
ولا قصائد تتلى
ولا شعر يكتب
ولا موشحات تغنى
ولا ليل يحن عليك
إلا في دمشق
وأوضح الفنان أحمد سوار في حديثه للبعث ميديا بأنه نثر حروفه وهي تعانق الياسمين الدمشقي لتكتمل الصورة بأشكال رسمها بألوانه الشفافة مستخدماً باقة منوعة من الخطوط كخط الثلث والنسخ والتعليق والخط الديواني والجلي والكوفي والرقعي، وتابع : أطلقتُ معرضي بحلة جديدة بعيداً عن المألوف والعبارات المكررة في أعمال الفنانين بمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم الفنية والتشكيلية والحروفية لأعبّر فيه عن عشقي لمحبوبتي دمشق بكل ما أملك من فن وأحاسيس.
أما عن المواد فاعتمد سوار على ورق مقوى وألوان غواش وطبشورية وبعض الحبر العادي من الأصبغة المختلفة مظهراً شفافية الخلفيات.
كما ضم المعرض بعض الأعمال لهواة الخط العربي تشجيعاً منه لاتقاد الرغبة وتنمية العشق لفن الخط لدى الأجيال الناشئة وتحفيزها على تلقي هذا الفن الراقي والاهتمام به.
الأمر اللافت أن سوار أغنى معرضه بجانب توثيقي لما يجمعه من هوايات متعددة غدت اليوم توثيقاً لذاك الزمن مثل اقتناء المجلات القديمة والطوابع المستعملة.
الفنان أحمد سوار حاصل على الإجازة من كلية الفنون الجميلة –قسم العمارة الداخلية-وأقام العديد من المعارض الفردية إلى جانب مشاركاته الجماعية، وتميز بالجمع بين فن الخط والتشكيل واستخدام الحواسيب وبرامج التصميم، وحلمه أن يصل بأعماله إلى مستويات عالية ومتميزة في عالم الحروفيات والتشكيل وتوظيف الألوان والخامات المتنوعة، ويطمح بأن ينقل إرثه إلى الأجيال الصاعدة.
ملده شويكاني