صحة

أحدث الابتكارات للوقاية من كورونا

أطلقت جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، موجة كبيرة من الابتكارات على مدار أشهر قليلة في إطار جهود المواطنين والعلماء لمواجهة الفيروس التاجي والوقاية منه خلال ممارساتهم لحياتهم بشكل طبيعي، ومن شأن هذه الابتكارات التي استحدثها الناس تجنب الإصابة بالمرض القاتل ومحاولة ممارسة حياتهم دون قلق متزايد في ظل توافر سبل الوقاية الضرورية قدر المستطاع سواء داخل المنزل أو خارجه.

من أجل ذلك، عكف باحثون ومبتكرون على استخدام الهندسة والتكنولوجيا في سبيل إيجاد وسائل لتعزيز الأمان في المساحات الداخلية، من خلال تنقية الجوّ من الفيروس وتعقيم المسطحات والأرضية، وبرز في هذا الإطار 3 أمثلة استعرضتها وكالة الأنباء الفرنسية، حسب ما نقلته “المصادر”.

وتزداد أهمية الابتكارات الحديثة للوقاية من المرض القاتل خاصة مع اكتشاف العلماء يوماً بعد يوم مؤشرات إلى إمكان انتقال فيروس كورونا بالجوّ، علماً أن من المعروف أصلاً أنه ينتقل بواسطة رذاذ اللعاب الصادر من الفم أو الأنف، حتى لمسافة تفوق تلك المحددة للتباعد الجسدي وهي متران، وليس معروفاً هل يبقى الفيروس معدياً في هذه الحالة، لكنه احتمال قائم.

مرشحات هواء لقتل الفيروسات:

وتوجد منذ الخمسينات من القرن العشرين مرشحات عالية الفاعلية لتنقية الهواء، تُستَخدَم في المستشفيات والطائرات والمختبرات، وتقوم هذه المرشحات على وجود مروحة تجعل الهواء يمرّ عبر مصافٍ مصنوعة من مادةٍ شبيهة باللباد قادرة على التقاط الميكروبات، لكنّ هذه المرشحات تصبح بعد ذلك ملوثة بالميكروبات التي تمتصها، مما يقتضى في الغالب حرقها.

من هذا المنطلق، توصل فريق من مركز تكساس للموصلية الفائقة في جامعة هيوستن الأمريكية في ومختبر جالفيستون الوطني، إلى نوع جديد من المرشحات هي عبارة عن رغوة بالغة الرقة تتألف من مادة النيكل، ومن شأن هذه الرغوة، متى سُخنت إلى حرارة 200 درجة مئوية، أن تقضى على 99.8% من فيروسات كورونا داخل حجرة ما.

وقد حصلت الجهة التي تتولى تصنيع هذه المرشحات الجديدة على الضوء الأخضر من السلطات الأمريكية للبدء بطرحها في السوق، علماً أن من الممكن تركيبها داخل وحدات التكييف الموجودة راهناً، أو في وحدات محمولة ونقالة، وتتوقف فاعلية هذه المرشحات على سرعة تجديد الهواء في حجرة معينة، إذ أن الأشخاص المصابين بالفيروس يمكن أن يبقوا وقتاً طويلاً في حجرة واحدة.

مصابيح بالأشعة فوق البنفسجية :

وبينما لا يشكّل استخدام المصابيح العاملة بالأشعة فوق البنفسجية أمراً جديداً، إذ هي معتمدة منذ وقت طويل لقتل البكتيريا والفيروسات في المستشفيات ومعامل المواد الغذائية، لكنّ هذه الأشعة مضرّة وتتسبب بسرطان الجلد.

ويعمل باحثون من جامعة كولومبيا في نيويورك منذ سنوات على نوع جديد من المصابيح العاملة بالأشعة فوق البنفسجية، ولكنها “بعيدة المدى”، إذ تصلح لطول موجي يبلغ 222 نانومتراً، بحيث تبقى الأشعة قاتلةً للميكروبات دون أن تصبح مضرّة بالإنسان.

وقد نشر الفريق البحثي، الأسبوع الماضي، دراسة تُظهر أن هذا المصباح يكفل القضاء على 99.9% من فيروس كورونا الموسمي موجوداً في قطرات الهباء الجوى، وهذه الفيروسات تُسبّب الزكام مثلاً، ويعكف العلماء حالياً على درس تأثير هذه المصابيح على فيروس كورونا المسؤول عن “كوفيد-19″، وهو “سارس-كوف-2”.

وقال رئيس الفريق ديفيد برينر، لوكالة فرانس برس، “نحتاج حقاً إلى شيء ما للمكاتب والمطاعم والطائرات والمستشفيات”، وتبيع شركة “أوشيو” اليابانية مصابيح بعيدة المدى بالأشعة فوق البنفسجية في الولايات المتحدة، ولكن ليس مرخّصاً لها بعد للمساحات المأهولة.

طلاء مضاد للفيروسات:

وفيما تشكّل المسطّحات الملوثة برذاذ لعاب شخص مصاب طريقة أخرى لانتقال العدوى، ومنها مثلاً مقابض الأبواب أو الدرابزين أو لوحات مفاتيح أجهزة الكمبيوتر أو سواها، وتتوافر منذ نحو 10 سنوات أنواع من الطلاء تتولى تعقيم نفسها، وهى تُستَخدَم خصوصاً في المستشفيات.

طوّر باحثون في جامعة أريزونا طلاءً جديداً يعتقدون أنه كفيل القضاء في عشر دقائق على 90% وفى ساعتين على 99.9% من فيروس قريب من “سارس-كوف-2″، وهذا الطلاء المكوّن من بوليمرات الأمونيوم الرباعية يعمل بالطريقة الآتية: “يشوّه” أو يغيّر طبيعة بروتينات الفيروس، ويهاجم أغشيته الواقية.

ويأتي هذه الطلاء في شكل مادة عديمة اللون ترشّ على مسطّح ما، على أن يُجدّد الرشّ كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، لكن عالم الأحياء الدقيقة الذي أجرى الدراسة تشارلز جربا، أوضح أن ذلك “لا يُغنى عن التنظيف الدائم والتعقيم، لكنه يغطى الوقت الفاصل بين التعقيمات الدورية”، ورغم كل هذه الاختراعات، فإن مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة اعتبرت أخيراً أن الأغراض الملوثة ليست على الأرجح سوى طريقة محدودة لانتقال الفيروس.