صحة

الغدة الدرقية..أمراضها وطرق علاجها

تتوضع الغدة الدرقية أسفل العنق بشكل فراشة فاردة جناحيها غير مجسوسة وغير مرئية، رغم وزنها الذي لايتجاوز الـ25غ إلا أنها تعتبر أكبر الغدد الصماء وتفرز هرمونات ضرورية للجسم بإشراف الغدة النخامية.
للاطلاع بشكل أفضل على وظائفها وأمراضها ومعرفة أي الجنسين أكثر إصابة بها وما تأثير الكورونا على مرضى الدرق التقت “البعث ميديا” الأخصائي بالغدد الصم وأمراض السكري الدكتور رجب مقصود الذي بدأ حديثه بعرض وظائف الهرمونات الدرقية التي تتجسد في تأثيراتها في النمو، واستقلاب السكريات، ولها تأثيرات على القلب والأوعية، وكذلك تأثيرات على وظيفة العضلات، ومساهمتها في استقلاب الدسم، عدا عن تأثيرها على الجملة العصبية المركزية، دون أن ننسى تأثيرها على الوظيفة الجنسية.
يؤكد د.مقصود أن الإصابة الدرقية من أكثر الإصابات الغدية شيوعاً (بعد السكري والعقم)، ويمكن أن تلعب الوراثة دورا في العديد من أمراض الدرق، وتعتبر النساء أكثر إصابة من الرجال (كما هو حال أغلب أمراض الغدد).
ويوضح الأخصائي أن الاضطراب الأكثر شيوعا في الدرق هو ضخامة الغدة الدرقية والتي يمكن ملاحظتها وبتواتر كبير جدا في مناطق عوز اليود، حيث لايتم تأمين ما يكفي من اليود لتصنيع الهرمونات الدرقية مما يؤدي لحدوث ما يسمى السلعة الدرقية المستوطنة، ويلحظ التواتر الأكبر للضخامات الدرقية في مرحلة البلوغ والحمل والإرضاع، حيث لوحظ تواتر كبير لهذه السلعات الدرقية على امتداد الساحل السوري وفي منطقة مصياف وكذلك في منطقة الزبداني وجبل العرب.
ويلفت د.مقصود إلى أنه يتم عادة تأمين الوارد اللازم من اليود من خلال إضافته للملح أو لمياه الشرب (تقدر الحاجة اليومية من اليود بحوالي 100-300مكغ/يوم).
ويتابع: إن لاضطرابات وظائف الدرق أنواع أهمها: قصور الدرق التي لها عدة أنواع أهمها (قصور الدرق البدائي المناعي الذاتي أو ما يسمى داء هاشيموتو) الذي يحدث في كل الأعمار وخاصة عند النساء إذ أن أكثر من 10% من النساء اللاتي يزيد عمرهن عن 60 سنة لديهن قصور درق، ولقصور الدرق أعراض أهمها:(تعب ووهن عام وضعف ذاكرة، كآبة، نعاس، عدم تحمل البرد، زيادة الوزن، نقص الشهية، الإمساك، خشونة الصوت).
أما عن معالجة قصور الدرق فيوضح د.مقصود: يعتبر الالتيروكسين التركيبي العلاج الأمثل لتعويض الهرمون الدرقي الذي يعطى مدى الحياة، ونوه بأن المريض يحتاج لتناول الدواء مدة 4-6 أسابيع للشعور باختفاء الأعراض.
ومن اضطرابات وظائف الدرق هناك فرط نشاط الدرق الذي يعتبر داء غريف الذي يصيب النساء غالبا بعمر 30-50 سنة من أهم أسباب فرط نشاط الدرق.
ومن أعراض فرط نشاط الدرق (فقدان الوزن، زيادة الشهية، عدم تحمل الحرارة، زيادة التعرق، جحوظ العينين والإسهال) وفقا لما استعرضه مقصود الذي يتابع قائلا: يتم علاج فرط النشاط عبر معالجة عرضية، وبواسطة مثبطات اصطناع الهرمونات الدرقية، وكذلك باليود المشع، أو بالجراحة.
وفيما يخص الجراحة “استئصال الدرق” يؤكد مقصود بأنه يستطب بالجراحة عند حوالي 5% من مرضى الانسمام الدرقي وهم: بعض مرضى داء غريف، أو عقدة وحيدة سمية أو فرط نشاط درق عند امرأة حامل لديها أعراض جانبية بعد استعمال الأدوية المضادة للدرق، كما تتم الجراحة لعقدة درقية “أو ضخامة درقية متعددة العقد” مشكوك بسلامتها من خلال ايكو الدرق والرشافة بالإبرة الدقيقة، وفي حال سببت الضخامة الدرقية أعراض انضغاط موضعية مثل ضيق تنفس وصعوبة بلع يمكن اللجوء لاستئصال الدرق التام، كما يتم اللجوء لاستئصال الدرق في حال كانت الضخامة الدرقية مشوهة، ويضيف: إنه بعد جراحة استئصال الدرق يتم تعويض الهرمون الدرقي دوائيا بالتيروكسين مدى الحياة. وفيما يخص الكورونا وتأثيرها على مرضى الدرق يبين الاخصائي بأنه لا يعتبر مرضى قصور ولا فرط نشاط الدرق أكثر عرضة لعدوى الكورونا، وكذلك المعالجة بالتيروكسين “لتدبير قصور الدرق” والمعالجة بمضادات الدرق التركيبية “لتدبير فرط نشاط الدرق” اذ لا يؤديان لزيادة خطر الإصابة بالخمج.
ونوّه أخيرا إلى أن مرضى قصور الدرق المعالجين بالتيروكسين يتابعون خطتهم العلاجية بأنفسهم في حين أن مرضى فرط نشاط الدرق قد يكونوا بحاجة لجرعات أكبر من مضادات الدرق مع مراقبة مشددة للتأثيرات الجانبية لهذه الأدوية.
البعث ميديا||ليندا تلي