الشريط الاخباريثقافة وفن

نور الكوا للبعث ميديا.. مشاركتي بألمانيا نوع من تحدي الحرب الإرهابية

 

نور الكوا، الفنانة التشكيلية، التي دعت محبي الفن التشكيلي لمعرضها وزيارة مرسمها الخاص في حارة نظام 7 الجسر الأبيض، والاطلاع المباشر على أدواتها التي تستخدمها.

وقد زادت جمالية البحرة المتوسطة فناء الدار والمحاطة بالنباتات من جمالية اللوحات التي رُسمت بأسلوب تعبيري لا يخلو من انطباعات خاصة ورمزية تجريدية، توزعت الأعمال إلى ثلاثة أقسام شغل كل قسم غرفة من غرف البيت المشيد وفق طراز العمارة الدمشقية، اقتربت حيناً من ملامح التراث واستحضرت حيناً جوانب من الحياة، كما لجأت إلى الأنسنة.

المعرض حظي بزيارة السيدة وزارة الثقافة، د. لبانة مشوح، وشهد الافتتاح حضور عدد من أساتذة الفن التشكيلي منهم، ممدوح قشلان، ونشأت الزعبي، وفؤاد طوبال، وأحمد أبو زينة،  وكثير من المهتمين الشغوفين بقراءة اللوحة واللون.

البعث ميديا جالت في أرجاء المعرض وتحاورت مع نور الكوا فماذا عن تقسيمات المعرض؟

كل ما عُرض في هذا المعرض هو من نتاج هذا العام وعلاقتي مع اللوحة والكتلة التي اشتغل عليها هي إنسانية تتجلى بالموضوعات التي أجسدها، وتقسم المعروضات إلى ثلاثة أقسام، الأول أسميته آدميات والعلاقة مع الموسيقا، فثمة رابط بين الفنون جميعها وأنا حينما أرسم أسمع موسيقا طربية ومعاصرة وأصغي إلى الإلقاء الشعري فلا إرادياً أجسد الأشياء التي أحبها، فاستحضرتُ رموز الطرب كوكب الشرق في لوحاتي والزمن الجميل ممثلاً بالعندليب الأسمر، كما جسدت في لوحتين رقص المولوية الذي يجذبني ويستهويني بحركة الدوران التي تشبه دوران الحياة.

وأضفت لوحة وجدانية خاصة أستحضر فيها روح جدي الذي كان يشجعني على العمل الفني  بومضة جمعتني معه وأنا أعزف على الناي- وكما ذكرت- الملفت هو تقنية الكولاج بإدخال سبحته ونظارته الحقيقة ضمن ملامح البورتريه.

ومن الآدميات الأقرب إلى ذائقة المتلقي إلى أنسنة الثور واللوحات التي اعتمدت فيها على الثور كعنصر أساسي في اللوحة يحمل رسالتي التي تقرأ من خلال الدلالات والرموز التي استخدمتها مثل عزف الثور على الناي وغيرها، وأطلقت عليه (أنسنة الثور) إذ انطلقت الفكرة من حلبة المصارعة ولكني استبدلتُ دور الثور وجعلته هو المصارع عوضاً عن الإنسان دون وجود ضحية، فمن الصعب أن أعبّر عن مشاعر التعذيب في أعمالي التي تشبهني من حيث التفاؤل والبهجة، وأتجه بهذا التحول نحو السريالية نحو الحلم بنبذ العنف فهناك الكثير من المشروعات التي ممكن من خلالها جني الأموال بعيداً عن تعذيب الثور، وفي الوقت ذاته أطرح البدائل بالفنون كلها سواء أكانت الرقص أو الموسيقا أو الغناء بعيداً عن القتل واستخدمت أيضاً الكولاج بوضعيات مختلفة للوشاح الأحمر.

أما القسم الثالث فهو غرفة الكورونا والعزل الصحي وتجسد هذه المرحلة الوسائل الاحترازية لعدم الإصابة بالكورونا، فاستحضرت في هذه الفترة الزمنية ملامح التراث الثقافي الدمشقي اللامادي الذي يعبّر عن تاريخنا وهويتنا، فجسدت لعبة “البرجيس” وقراءة الفنجان للتسلية واقتربت أكثر من يوميات ربة المنزل وهي تقوم بإنجاز أعمال المنزل.

فتوقفتُ معها عند اللوحة الرمزية التي تطير فيها السمكات من وعاء الغسيل، فعقبت بأنها إيماءة إلى التجدد والإصرارعلى الحياة، فالسمكة رمز الخصب حملت رسالتي بأننا سنستمر ونتمسك بالحياة ونواجه كورونا.

وإضافة إلى الكولاج بدت الخلفية هادئة بلون واحد بتدرجاته، والتركيز على الهيكل فلماذا هذا الخيار؟

إن اللون الواحد بالخلفية نوع من التحدي للموازنة بين درجات اللون الواحد وهي عملية صعبة.

وشاركت بعرض لوحاتي بمعارض مشتركة في ألمانيا خلال سنوات الحرب ولاقت صدى إيجابياً لدى الجاليات الأجنبية والعربية والأوروبية، لاسيما لوحاتي عن الكائن الأسطوري ( رأس الثور) الذي له رمزية في الدول الأوروبية، فالانطباع كان جيداً تجاه فنانة شرقية وسورية تواجه الحرب الإرهابية بالفنّ.

وماذا عن العلاقة بين اللوحة واختصاصك بالعمارة الداخلية التي تبدو واضحة في بعض أعمالك؟

عملي بالعمارة الداخلية ساعدني على التسويق من خلال عملي بتصميم العمارة الداخلية للشقق السكنية والفلل والفنادق، وعملي انعكس على لوحاتي برسم حدائق عامة أو أبنية تتخللها مساحات خارجية وتكوينات بنائية للعمل، فطبيعة دراستي لابد أن تنعكس على أعمالي حتى طريقة العرض من حيث الإضاءة والتوزيع بالمرسم كانت مدروسة.

وبكلمة أخيرة توجد للفنانة نور الكوا مقتنيات في بيروت ودبي وألمانيا واليونان وأنتجت منذ تسع سنوات أي خلال الحرب الإرهابية ما يقارب خمسمئة عمل.

البعث ميديا  ||  ملده شويكاني