ثقافة وفن

أمسية ميلودي” ألحان الخريف ومقاربات وجدانية” في – أبو رمانة –

ملده شويكاني

موسيقا المؤلف العالمي ياني لمقطوعة” المطر يتساقط” بعزفه الرقيق الذي يشبه صوت المطر على البيانو كيبورد مع فرقته يتداخل مع التشيللو والوتريات والغيتار والإيقاعيات تمهيداً لصولو الكمان للعازفة، التي أذهلت العالم “ماري سمبسون” والثنائية الرائعة مع بيانو “ياني” فتحولت موسيقا الخريف وحبات المطر إلى سحر هيمن على جمهور المركز الثقافي العربي-أبو رمانة – في أمسية ميلودي الشهرية إعداد وتقديم م. “فراس يوسف” التي لامست بشفافية ألحان الخريف مبتدئاً بالموسيقا الكلاسيكية لـ “ياني” و”فيفالدي” في الفصول الأربعة بمقاربة أوركسترالية لألحان الخريف التي تحمل مشاعر مختلطة، تندمج بموسيقا مغرقة برومانسية حزينة تقترب من المشاعر الإنسانية بمقاربات ومكاشفات.

ومن الموسيقا الآلية إلى فيديو أغنية” خريف موسكو” و”كريستينا أوربكيت” التي وظّفت ألحان الكمنجة في الكلمات والتشكيل الخريفي بالصورة البصرية لتساقط أوراق الأشجار واللون الأصفر المنثور بمساحات واسعة المتداخل مع عقارب الساعة الكبيرة في الساحة الموصلة إلى الحديقة والمظلة والمرأة الوحيدة ورمزية الخيط الخفي الرابط بين الخريف وأزمات حكايات الحب:

نوافذ موسكو المعتمة بالظلال

ستشعل معاناة شخص ما

والشباب الرائعون يحاولون اللعب على الكمنجة

والأوراق الخضراء في أواخر سبتمبر تبدأ بالدوران في رقصة جديدة

وآلاف العيون مع الحب تعيش حالة الأوراق

وتحدث يوسف عن المقاربة بين الزمن والخريف الذي يتضمن كل المشاعر الوجدانية والعاطفية فاختار مقطعاً من فيديو حزين لامرأة وحيدة تنظر إلى النافذة التي تعكس اصفرار الأوراق وصورة الحبيب في الذاكرة، ليأتي صوت “داليدا” الساحر بأغنية ” بين الخريف والربيع” بمكاشفة حزينة ومقاربة بين الخريف ومشاعر المرأة وألحان نغمات الوتريات الرقيقة.

بين الربيع والخريف

بعد مضي السنوات الطويلة

حياتي كانت تشبه كتاباً

كنت أقلب صفحات الرواية

كان لديّ المال والنجاح

وقد عانيت من ألم الحياة

موسيقا الخريف كانت حلم خوليو بأن تنهي عذاب المتألمين من الفراق بفيديو عبّرت فيه تموجات مياه النهر البطيئة مع صوته عن حالة عاطفية ترافق العاشق فلعل نومه يكون ملاذاً إلى حين:

أرى بقع سبتمبر الحمراء في غرفتي

ربما تكون آخر سيجارة قبل أن أخلد إلى النوم

وأحلم بأن كل من يتألم من الفراق

يخرج يبحث عن ضوء

ويطلق العنان لأحلامه وحياته

وكانت الوتريات محوراً أساسياً في ألحان الخريف العربية بصوت عبد الحليم حافظ برائعته” سألنا روحنا ليه” والفيديو الرائع للقاء والفراق والمظلة والحديقة والمقعد الخالي والجمل اللحنية الصغيرة لنغمات الكمنجات التي كانت ترد على تساؤلات عبد الحليم” لكن ما طالش حبنا وعشنا وشفنا وحسينا”

وتوقف يوسف ليحلل ألحان الرحابنة وصوت فيروز الدافئ بالأغنية الشهيرة” يا أنا يا أنا” والنسخة المشرقنة للحن موزارت الذي يعبّر عن الفرح والحب بحيوية براقة.

كما تناول تجربة نويل خرما والمزج بين الشرقي والغربي، والأمر اللافت أن يوسف أوجد رؤية لحنية خريفية مع الموسيقا الشعبية بثنائي جمع بين سعدون جابر ومروان خولي والمقدمة الموسيقية الشعبية لضربات الرق والإيقاعيات الشرقية والكمان بشكل خاص والقانون والرقص الشعبي” قلي إش جابك علي”

واختُتمت الأمسية بمشهد درامي من المسلسل الكوري” أغاني الشتاء” يعبّر عن دموع الفراق والوداع التي تشبه أوراق الخريف في المطار في لحظة تبحث عن النسيان” أنا عديم الحيلة بسبب حبك”

ويبقى الحب ويبقى الخريف وتبقى الموسيقا؟؟