ثقافة وفن

مكونات البيت الدمشقي في معرض تجارب فنية

 

تعددت فنون التشكيل والفنون اليدوية في معرض تجارب5 الذي أقيم في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- وقد عبّر عن أفكار متطورة شدت اهتمام الزائرين بمشاركة مجموعة من الفنانين.

فشغلت البورتريهات الواقعية المرسومة بدقة بالقلم الرصاص لوجوه أطفال آلمتهم الحرب الإرهابية وهجّروا من المناطق المنكوبة حيزاً من المعرض، وعاد الفنان عبد الكريم رمضان بذاكرته إلى  الماضي، فربط بين الحاضر والماضي مستحضراً صوراً من الذاكرة من التهجير القسري من فلسطين والجولان برسمه بورتريهات لوجوه معروفة ولشيوخ العشائر. والملفت أن مسحة الحزن انعكست على الوجوه إلا أن الأمل موجود بإيحاءات ابتسامة سيدة الياسمين أسماء الأسد.

وبيّن الفنان رمضان بأن إحساس الشخوص تسرب إلى الملامح والإيحاءات، منذ الخطوط الأولى لرسم شكل الوجه بالخطوط فبدت كأنها صور فوتوغرافية.

وبتجربة جديدة صنع الفنان أسامة حصان من بقايا خشب السويق منمنمات لمكونات البيت الدمشقي من الداخل والخارج، فجسد من القطع  الخشبية الصغيرة والقماش الدمشقي كل التفاصيل الدقيقة ابتداء من الخصائص الهندسية لباب المنزل الخارجي مع السقاطة (قارعة الباب) إلى الممر وصولاً إلى قاعات المنزل، إلى غرفة الضيوف المتصفة بسمات معينة بما تحتويه من تراث دمشق إلى بقية الغرف. فجاءت القطع الخشبية بشكل مصغر يماثل شكل وقماش الأرائك والوسائد الصغيرة إضافة إلى طاولة الطعام والخزانة الكبيرة، ثم ينتقل إلى المشرقة ومن ثم فناء البيت الدمشقي المتميز بالنباتات والياسمين والبحرة والكراسي الخشبية والبئر الصغيرة ودلو الماء وغيرها من التفاصيل التي تندرج ضمن التراث مثل النارجيلة والجرار.

ومن تشكيلات بري أقلام الرصاص ومواد أخرى تداخلت مع ألوان الزيتي رسم الفنان أيهم خير بيك انتصارات تشرين وتطرق إلى  معالم دمشق القديمة حاراتها وأزقتها بما فيها مثل مجلس الكتاتيب، فطغت الألوان الترابية عليها، وبدت الأجزاء النافرة كتقنية خاصة، كما قدم تجربة ثانية للحروفيات والتطعيم باللون الذهبي، وثالثة بالحفر والحرق على أخشاب الزيتون والصنوبر والمشمش والجوز، فرسم موضوعات استوحاها من الطبيعة وشكل مجسمات خشبية صغيرة، منها عربة صغيرة، وتحدث خير بيك مع “البعث ميديا” عن مراحل العمل الصعبة سواء بالحرق على الخشب أو باستخدام بري الرصاص كمادة أساسية، ونوّه إلى تطور تجربته مع المشاركين في تجارب فنية رقم 5.

وحفل المعرض الذي افتتحه مدير ثقافة دمشق وسيم المبيض والأستاذ فيصل سرور عضو المكتب التنفيذي في المحافظة والسيدة رباب أحمد وعدد من الفنانين والمهتمين بتجارب لفنانين آخرين أغنوا المعرض.

ملده شويكاني