الشريط الاخباريسلايدسورية

الرئيس الأسد في كلمة له خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين: قضية اللاجئين بالنسبة لسورية هي قضية وطنية إضافة لكونها إنسانية

أكد السيد الرئيس، بشار الأسد، أن قضية اللاجئين بالنسبة لسورية هي قضية وطنية إضافة لكونها إنسانية ونجحنا في إعادة مئات الآلاف من اللاجئين خلال الأعوام القليلة الماضية وما زلنا اليوم نعمل بدأب من أجل عودة كلِ لاجئ يرغب بالعودة والمساهمة في بناء وطنه.

وشدد الرئيس الأسد، في كلمة له عبر الفيديو خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين، المنعقد في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق اليوم، على أن الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم وأكثر من أي وقت مضى راغبين في العودة إلى وطنهم لأنهم يرفضون أن يكونوا رقما على لوائح الاستثمار السياسي وورقة بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم .

ووجه الرئيس الأسد الشكر للمشاركين في المؤتمر، وخص الدول التي استقبلت أبناء سورية المهجرين واحتضنتهم، رغم المعاناة الاقتصادية في تلك البلدان، كما تقدم بالشكر للأصدقاء الروس والإيرانيين على مابذلوه من جهد لدعم انعقاد المجتمع، رغم المحاولات الدولية لإفشاله، وعلى ما قدموه من دعم ساهم في التخفيف من وطأة الحرب وتبعات الحصار

وأضاف الرئيس الأسد بأن قيام عدد من الدول باحتضان اللاجئين، انطلاقا من مبادئ إنسانية أخلاقية، قابله قيام البعض الآخر من الدول في الغرب وفي منطقتنا أيضا باستغلالهم أبشع استغلال، بتحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة، بالإضافة إلى جعلهم مصدرا للمال يروي فساد مسؤوليهم، دون أخذ أي اعتبار للمعاناة الحقيقية التي يعيشها أبناؤنا في المهجر.

ولفت إلى أن تلك الدول، وبدلا من العمل الفعلي لتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين، فرضوا عليهم البقاء، عبر الإغراء حينا والضغوط و التخويف أحيانا أخرى، وبحسب الرئيس الأسد فإن تصرف تلك الدول ليس مستغربا، فالحكومات التي عملت بجد لنشر الإرهاب في سورية، والذي أدى إلى مقتل مئات الآلاف من أبنائها وساهم بإخراج الملايين منهم، لا يمكن، منطقيا، أن تكون هي نفسها السبب والطريق لعودتهم إلى وطنهم، ولا أدل على ذلك من رفضهم المشاركة بهذا المؤتمر الذي يسعى للهدف الذي يبكون زورا عليه و هو عودة اللاجئين.

وأكد الرئيس الأسد أنه إذا كانت قضية اللاجئين بالنسبة للعالم هي قضية إنسانية، فبالنسبة لنا إضافة لكونها إنسانية فهي قضية وطنية، وقد نجحنا في إعادة مئات الآلاف من اللاجئين خلال الأعوام القليلة الماضية، وما زلنا اليوم نعمل بدأب من أجل عودة كل لاجئ يرغب بالعودة والمساهمة في بناء وطنه، لكن العقبات كبيرة، حيث نوه الرئيس الأسد إلى أنه بالإضافة للضغوط التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في الخارج لمنعهم من العودة، فإن العقوبات الاقتصادية اللاشرعية والحصار المفروض من قبل النظام الأمريكي وحلفائه تعيق جهود مؤسسات الدولة السورية التي تهدف لإعادة تأهيل البنية التحتية للمناطق التي دمرها الإرهاب، بحيث يمكن للاجئ العودة والعيش حياة كريمة بظروف طبيعية، لافتا إلى أن هذا يشكل سببا رئيسيا لتردد الكثيرين منهم في العودة إلى مناطقهم وقراهم في غياب الحد الأدنى من متطلبات الحياة الأساسية.

وتابع الرئيس الأسد أنه ورغم كل ذلك، فإن الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى راغبين في العودة إلى وطنهم، لأنهم يرفضون أن يكونوا “رقما” على لوائح الاستثمار السياسي و”ورقة” بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم.

وبين أن موضوع اللاجئين في سورية هو قضية مفتعلة، فتاريخ سورية، ولقرون مضت، يخلو من أي حالة لجوء جماعية، وبالرغم من أن سورية عانت عبر تاريخها الحديث والقديم من احتلالات متتالية واضطرابات مستمرة، حتى نهاية ستينيات القرن الماضي، إلا أنها بقيت هي المكان الذي يلجأ إليه الآخرون هربا من الاضطرابات والأزمات المختلفة لا العكس، خاصة منذ بدايات القرن العشرين ومجازره العثمانية، وصولاً إلى غزو العراق عام 2003، ولم يذكر كل ذلك التاريخ أي حروب بين السوريين لأسباب عرقية أو دينية أو طائفية لا قبل تأسيس الدولة السورية ولا بعدها.

ولأن الظروف الموضوعية لا تدفع باتجاه خلق حالة لجوء، أشار الرئيس الأسد إلى أنه كان لا بد من قيام الأنظمة الغربية، بقيادة النظام الأمريكي والدول التابعة له في جوارنا، وتحديدا تركيا، من خلق ظروف مفتعلة لدفع السوريين للخروج الجماعي من سورية، لتكون مبررا للتدخل في الشؤون السورية ولاحقا لتفتيت الدولة وتحويلها لدولة تابعة تعمل لمصالحهم بدلا من مصالح شعبها.

وأضاف بأن نشر الإرهاب كان هو الطريق الأسهل والذي ابتدئ العمل به، من خلال تأسيس تنظيم “الدولة الإسلامية الإرهابي في العراق” عام 2006 برعاية أمريكية، والتي انضمت خلال الحرب في سورية إلى شقيقاتها كالإخوان المسلمين والنصرة وغيرها، وقامت بتدمير البنى التحتية و قتل الأبرياء و شل الخدمات العامة ونشر الرعب و دفع السوريين للنزوح عن وطنهم.

وفي العام 2014 وعندما بدا أن الدولة السورية في طريقها لاستعادة الأمن والاستقرار قامت تلك الدول بتحريك “داعش” الإرهابية بهدف تشتيت القوات المسلحة وتمكين الإرهابيين من جزء كبير من الأراضي السورية والتي تمت استعادة القسم الأكبر منها بفضل تضحيات جيشنا الوطني ودعم أصدقائنا هذا الدعم الذي كان له الأثر الكبير بدحر الإرهابيين وتحرير كثير من المناطق

الرئيس الأسد لفت إلى أننا اليوم نواجه قضية مركبة من ثلاثة عناصر مترابطة، ملايين اللاجئين الراغبين في العودة ومئات المليارات من بنية تحتية مدمرة بنيت خلال عقود وإرهاب ما زال يعبث في بعض المناطق السورية.

وأشار إلى أن مؤسسات الدولة السورية تمكنت من التقدم خطوات مقبولة نسبة إلى إمكانياتها في التعامل مع هذا التحدي الكبير، فمع استمرار حربها على الإرهاب قامت بتقديم التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف من اللاجئين إلى الوطن، من خلال العديد من التشريعات، كتأجيل الخدمة الإلزامية لمدة عام للعائدين، والعديد من مراسيم العفو التي استفاد منها من هم داخل الوطن وخارجه.

وبالتوازي، ورغم الحصار غير القانوني، فقد استطاعت الدولة إعادة الحد الأدنى من البنية التحتية في العديد من المناطق، كالماء والكهرباء والمدارس والطرق وغيرها من الخدمات العامة، وذلك لتمكين أبنائها العائدين من العيش ولو بالحد الأدنى من مقومات الحياة.

وفي هذا السياق، ذكر الرئيس الأسد أن هذه الخطوات ستكون أسرع كلما ازدادت الإمكانيات، وازديادها مرتبط بتراجع العقبات المتمثلة بالحصار الاقتصادي والعقوبات، التي تحرم الدولة من أبسط الوسائل الضرورية لإعادة الإعمار، وتؤدي إلى تراجع الوضع الاقتصادي والمعيشي، ما يحرم أبناء الوطن فرص العيش الكريم ويحرم اللاجئين من فرصة العودة في ظل تراجع فرص العمل.

وختم الرئيس الأسد كلمته بأنه على ثقة بأن المؤتمر سيخلق الأرضية المناسبة للتعاون في المرحلة المقبلة لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية، التي سببها أكبر عدوان همجي غربي عرفه العالم في التاريخ الحديث، هذه الأزمة التي تلامس في كل لحظة كل منزل في سورية، ووجدان كل إنسان عادل في العالم، ستبقى بالنسبة لنا كسوريين جرحا غائرا لا يندمل حتى يعود كل من هجرته الحرب والإرهاب والحصار.

وتمنى الرئيس الأسد التوفيق والنجاح لأعمال المؤتمر، من خلال الخروج بتوصيات ومقترحات تساهم بشكل مباشر في عودة السوريين إلى وطنهم لتعود سورية بهم وبمواطنيها الذين بقوا وصمدوا على مدى سنوات عشر أفضل مما كانت.