مجتمع

العائلة السورية تقاوم الحصار

يد واحدة، وقلب واحد، وسيف واحد، هم السوريون، تعالوا نتقاسم لقمة العيش ورغيف الخبز، فيما بيننا، ونقاوم الحصار الذي فرضه أعداء الوطن علينا، بغية تعطيل الروح السورية من التقدم والإبداع وصنع الحياة السورية التي أيقظت في الضمير الوطني والقومي ملامح الحرية والسلام والتقدم والازدهار.

سورية بعمقها القومي ودورها الوطني سوف لن تنجر للعاصفة التي أرادت جرف البناء الذي شيده الشعب العربي السوري منذ آلاف السنين، بل لقد أظهر هذا الشعب في أوقات المحن أنه قادر على تخطي كل أشكال التخندق الأمريكي والتركي والصهيوني ضد وجوده الأبدي عبر التاريخ، فالوطنية السورية تاريخ لوحدها، حب الوطن والولاء معجون بالدم، ولا ينال من ارتباطها المصيري المبدع، فالوعد دين للوطن يتوجب الوفاء به، وكرم الضيافة مبدأ أخلاقي، لا يمكن الحياد عنه، وهكذا نجد أن السوريين (عائلة واحدة) وحينما يصيب وطنهم ضيم يهب السوريون بوقفة رجل واحد للدفاع عنه من الشمال إلى الجنوب، والسوريون مكارمهم مدارس للحياة ـ لا يحدها زمن ولا يؤطرها منهج تنظيري، إنها منابر حكمة وعدالة وثقافة ومحبة، ولقد كانت وطنية السوري ـ شاهدها الشجاعة المثيرة للإعجاب عبر التاريخ، وفي زمن الحصار الجائر المدعوم من أمريكا وحلفائها، يتقاسم السوريون رجالاً ونساءً مع أطفالهم لقمة العيش ورغيف الخبز الذي توفره لهم الدولة بعز وشرف لكي لا يجوع سوري محاصر من قبل طغاة العصر..

هذا الدعم اللامحدود، لا يقتصر على الشعب السوري فحسب، بل هو لكل عربي شريف يقيم في دمشق والمدن والقرى السورية، الممتدة عبر الوطن الشامخ المزدهر المقاوم بكبرياء، في زمن الحصار الجائر الذي فرض عليها بالقوة، ولكن رغم هذا، سورية بأبنائها البررة ما زالت تتحدى الحصار، إنها قصة الوطن الذي ما زال، وسيبقى يقاوم أعداء الخبز والماء والهواء.

 

د. رحيم هادي الشمخي