سلايدسورية

مخيم الهول.. الخطر الكامن في الشرق

ينذر مشهد الفوضى والفلتان الأمني الذي يسود مخيم الهول، شرق الحسكة، بالكثير من العواقب، وسط فشل ميليشيا “قسد”، المرتبطة بالاحتلال الأمريكي، في السّيطرة عليه، وفي ظلّ تجاهل دولي متعمّد لأوضاع المخيم وللمتواجدين ضمنه من مختلف جنسيات العالم، خوفاً من استعادة الدول لمواطنيها الذين انضموا إلى عناصر التنظيم الإرهابي، ليغدو المخيم بؤرة للجريمة والعنف والتطرف، ويتحول إلى قنبلة موقوتة قد تهدّد بالانفجار وإعادة الفوضى إلى المنطقة في أي لحظة..

فلتان أمني جديد

في حالة جديدة من حالات انعدام الأمن التي تجتاح المخيم، توفي ٤ أشخاص بينهم طفل وأصيب ١٨ آخرون جراء حريق نشب في المخيم، وأكدت مصادر من داخل المخيم أن حريقاً نشب في مجموعة من الخيَم في القسم الرابع، جراء انفجار “موقد كاز” نتيجة استخدام وقود نوعيته رديئة، وفقاً لما نقلته الوكالة السورية للأنباء سانا.

بينما أفادت مصادر أخرى، داخل المخيم، بأن خلايا نائمة مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي قامت بحرق عشرات الخيام داخل القطاع الرابع المخصّص للاجئين العراقيين بمادة نفطية سريعة الاشتعال، خلال حفل بزفاف أُقيم داخل القطاع.

ويؤوي المخيم، آلاف الأشخاص من دول مختلفة، جلهم من أنصار تنظيم  “داعش”، وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن ٩٤ في المئة من قاطني المخيم هم من النساء والأطفال.

“مدرسة” للإرهاب

التصاعد الكبير في عمليات القتل والعنف داخل المخيم يؤكد أنه يعاني من تغلغل واسع للفكر الإرهابي في أوساطه، وفي ظل غياب أيّ برنامج لإعادة التأهيل والقضاء على الفكر التكفيري داخل المخيم، فإن التطرف يسيطر على النساء في المخيم، وبالتالي هنالك تخوف بأن يتحوَّل آلاف الأطفال في المخيم إلى إرهابيين، حيث أكدت المصادر أن المخيم تحوّل إلى “مرتع لإرهاب داعش”، وأن نساء التنظيم يحضّرن الأطفال ليصبحوا “الجيل القادم” لداعش، وأن إيديولوجية تنظيم “داعش” يُجرى تمريرها هناك، خاصة من قبل المناصرات الأجنبيات للتنظيم، وذلك في مجموعات تعليمية منظمة للقُصّر، لذلك، فإن مستوى التطرف بين الأطفال والمراهقين مرتفع، بدليل ازدياد أعمال العنف الفعلي واللفظي، حيث ينظر المستوى القيادي لـ “داعش” إلى الأطفال والمراهقين في مخيمات اللاجئين والسجون على أنهم “الجيل القادم” للتنظيم.

عن مخيم “الخوف”

يقع مخيّم الهول بالقرب من بلدة الهول في ريف الحسكة الشرقي، ويتكون من ستّة أقسام يتكوّن كلّ قسم من عدّة قطاعات، يتوزَّع في أحدها النازحون السوريون الذين لا تربطهم علاقة بتنظيم داعش، وفي قسمٍ آخر لللاجئيون العراقيين الذين فرّوا سابقاً من الموصل، بينما تتوزّع عائلات السوريين المرتبطة بـ “داعش” في قسم خاص بهم، وتتوزّع عائلات عناصر “داعش” من غير السوريين على قسمين: قسمٌ للأوروبيين منهم، وقسم للجنسيات الأخرى، وحسب المُشرفين على مخيم الهول، فإنّ المخيم قد يصبح مدينة “داعشية”، ولا يمكن السيطرة على تلك الآلاف في هذا المخيم، وفقاً لتقدير الأمم المتحدة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ مخيّم الهول تمّ بناؤه منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً لإيواء اللاجئين العراقيين الذين فرّوا إلى الحدود السورية خلال حرب الخليج، وقد تمّ استغلال المخيم مرة أخرى كمأوى للعراقيين بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام ٢٠٠٣ باعتباره أحد المخيمات الرئيسية الثلاثة على الحدود السورية العراقية، ليستهدف تنظيم “داعش” منطقة الهول كونها من المناطق الحدودية التي كان يسهل اختراقها خلال سنوات توسعه.

اليوم، تؤكد بعض المعلومات الأمنية أن ٩٠ بالمئة من نُزلاء مخيم الهول هم من عوائل تنظيم “داعش” الإرهابي، وبعض عناصره وقياداته يتخذّون منه مقرّاً للاجتماعات وتنسيق تحرّكاتهم مُندسّين بين النازحين، وعناصر التنظيم وقياداته يستغلّون المخيّم، وهم من المقاتلين الذين يسعون إلى إعادة إحياء “داعش” من جديد.

يوحي الوضع القائم في مخيم الهول، مع غموض المصير الذي يكتنفه، والإهمال الدولي الذي يرافقه، بالكثير من الأخطار والمخاوف الجدية على عموم العالم، في ظل احتمال قدرة هؤلاء الإرهابيين على الفرار وتنظيم أنفسهم من جديد، ما يتطلب تحرّكاً دولياً عاجلاً لإيجاد حل مستدام لجميع المقيمين في المخيم، ولوضع المخيم برمّته.

تقرير || هديل فيزو