محليات

بادرة مبشرة .. هل تحذو حذوها غرف الصناعة؟

البعث ميديا – غسان فطوم

في الشهر الثاني من العام الجاري أقدم مركز تنمية الموارد البشرية وبناء القدرات في غرفة صناعة حلب على خطوة أقل ما يقال عنها أنها بادرة مبشرة بالخير للشباب الباحث عن فرصة عمل، والمتمثلة بالدورة التدريبية المجانية والتي تستهدف الشباب “لإكسابهم خبرة في مجال صباغة وتحضير الأقمشة والغزول علما أن هذا القطاع الإنتاجي يعاني نقصا كبيرا في فنييه بسبب الظروف الحالية”، والتي أجبرت العديد من أصحاب الخبرات للهجرة إلى بلدان مجاورة وغربية.

مبعث استحضار الحديث عن الدورة المذكورة هو استمرار نزيف الخبرات الصناعية السورية العاملة في هذا قطاع النسيج التي لا تلقى الدعم للمساعدة في التغلب على تأمين مستلزمات الإنتاج، ولا شك إن إقامة مثل هكذا دورات بات أمراً ملحاً وضرورياً من أجل سد الفراغ الحاصل ولرد الفجوة بين الشاب وسوق العمل، فقد ثبت أن الخريجون في جامعاتنا لا يملكون الخبرة العملية، فالعملية التدريسية في الجامعات والمعاهد يغلب عليها النظري، حيث لا يمثل الجانب العملي فيها أكثر من 30% أو أقل في بعض التخصصات، وفي المعاهد التقانية حدّث ولا حرج!، وهذا بلا شك يؤثر على مخرجات العملية التعليمية ويجعلها ضعيفة الإنتاجية عندما توضع سوق العمل الذي لم يعد يطلب أي شهادة جامعية إن لم يكن صاحبها مؤهلاً لمتطلبات وحاجات سوق العمل.

بالمختصر، نتمنى أن تحذو غرف الصناعة في باقي المحافظات حذو غرفة صناعة حلب، فالحاجة ماسة لهكذا دورات لتعويض النقص الحاصل من الفنيين والتقنيين، ليعود العز للأقمشة والغزول السورية التي ذاع صيتها في كل أنحاء العالم.