درعامراسلون ومحافظات

“الحاجة أم الاختراع” عربة مثلجات تعمل بالطاقة الشمسية لصنع بهجة العيد

البعث ميديا || درعا – دعاء الرفاعي

من وحي الألم ينبثق الإبداع، فعلى جنبات الألم في سورية ثمة أمل في الضفة الأخرى يتشكل بأيادي شبابها الذين كانوا قبل عدة سنوات يطلق عليهم أطفال “بقايا الحرب” ، وها نحن السوريون اليوم كلنا أمل بأن القادم أجمل، وأن الغد المزهر لنا، نحن من صنعنا مستقبلنا بأيدينا على الرغم من كثرة ماشهدناه من حروب واستنزاف لطاقاتنا الفكرية والشبابية، نحن الجيل الذى قضى فترة صباه وشبابه في ظل أزمات متعاقبة، أثرت على حياته العامة والخاصة على حد سواء.

إلا أنه لم ولن ييأس بل زاد عزيمة وإصرارا، ومع حلول عيد الأضحى المبارك وغياب مظاهر الحياة والفرح فيه إلا أنه أبى البعض إلا أن يكون سببا في نشر الفرح لاسيما لدى الأطفال.

ومنهم الشاب محمد الذي لم يترك الفرحة تضيع كاملة، واختار طريقة خاصة لإدخال البسمة لدى أطفال حي السبيل والأحياء المجاورة ضمن مدينة درعا، فوضع بعض الألعاب في وسط الساحة وزيّن الشارع المحيط بالبالونات الملونة والزينة حتى تبدو مبهجة بنظر الأطفال الذين يقصدونه للعب أو لتناول المثلجات.

ويقول محمد ل “البعث ميديا” تعلمون جميعا أنه لايوجد حدائق ومدن ألعاب ترفيهية في مدينة درعا تناسب جميع الفئات والمستويات وهي محصورة ضمن أماكن محددة يصعب على الجميع ارتيادها، لذلك حاولت الاجتهاد قدر المستطاع حتى أساهم من جهتي في إسعاد الأطفال وبأسعار تكاد تكون رمزية في ظل الغلاء الفاحش الذي ينغص بهجة العيد، ويضيف: هناك إقبال من الأطفال وآبائهم مقارنة بأوضاع البلاد ، فالجميع يريد أن يفرح حتى بأبسط الأشياء.

وأما ما كان يلفت النظر خلال هذا العيد هو عربة المثلجات التي تعمل على الطاقة الشمسية من مبدأ الحاجة أم الاختراع لقد اضطر الناس لابتكار مصادر بديلة للضوء والطاقة في مواجهة انقطاع التيار الكهربائي، فقد استطاع صاحب هذه العربة أن يستغني عن الكهرباء في صنع المثلجات وحفظها في هذا الجو الحار، وهو الأمر الذي نال استحسان الأطفال وآبائهم.

ختاما حرب ١٠ سنوات لم تستطع النيل من إرادة السوريين الذين يثبتون يوما بعد يوم أنه من صميم المعاناة والألم تولد الإرادة والتحدي والأمل.