ثقافة وفن

هبة البيك: مشروعي الأبواب السبعة ورسمت أبواب بيوت دمشق

ملده شويكاني

ليس بغريب أن يوثق الفن التشكيلي التراث، فكثير من الفنانين وظّفوا ملامح التراث بشقيه المادي واللامادي بلوحاتهم، وفي معرض التراث والفنّ التشكيلي الذي أقيم في مركز ثقافي كفرسوسة بمشاركة عدد من فناني الفن التشكيلي والتصوير الضوئي، منهم علي عجيب ومحمود سالم وأحمد ماضي ومحمد دبور وهبة البيك وغيرهم، وقد جسدوا بأساليب واقعية وتعبيرية مفردات التراث في أماكن مختلفة من جغرافية سورية، ولم تقتصر اللوحات على مفردات التراث فقط، إذ شغلت المرأة الريفية حيزاً من المعرض بتجسيد الأعمال التي تقوم بها، كما صوّر آخرون مشاهد من طبيعة الريف الساحرة في إضاءات عكست الزمن بين مساحة الضوء وعتمة الليل لفنية التصوير الضوئي.

والملفت أن دمشق بتراثها المادي المعماري العريق كان محوراً أساسياً بالمعرض تمثل بالحارات القديمة ورسمها شاقولياً بصورة تعكس طبيعة الحياة فيها، وأخرى ركزت على عناصر البيت الدمشقي، وانسحب إلى عناصر التراث اللامادي وطقوس المولوية وجلسات الذكر والعشق الصوفي الذي نشأ في دمشق، وفي لوحات أخرى بدت فوانيس رمضان معلقة على جدران الحارة.

الفنانة هبة البيك التي شاركت بالمعرض واختصت بتصوير بعض أبواب دمشق باب شرقي وباب الصغير في لوحاتها لاسيما أنه مشروعها الشخصي الذي تشتغل عليه إضافة إلى رسم جزء من البيت الدمشقي ليكون الباب الخارجي وما يحيط به محور اهتمامها، مهتمة بتزيينات النباتات والورود وأزهار الياسمين.

وفي حديثها مع البعث ميديا أوضحت بأنها رسمت بألوان الزيتي على كانفاس بأسلوب واقعي –تعبيري أشكالاً مختلفة لأبواب بيوت دمشق تحيط بها النباتات التي يهتم بها أهل دمشق، فدمشق كتلة من خضار عائم فوق الماء، وحينما كنت صغيرة كانت مدرستي بالقرب من باب الجابية أمر من قوس باب الصغير، والشاغور وسوق مدحت باشا بقيت صوراً عالقة بذاكرتي، فنما وكبر معي عشقي لأبواب دمشق وسورها العظيم، هذا العشق جعلني أقرأ الكثير عن تاريخ أبواب دمشق في ظل تعاقب الحضارات، إذ بنى اليونانيون خلال حكمهم سوراً لحماية دمشق وجعلوا له سبعة أبواب، وبعدهم جاء الرومان رمموا تلك الأبواب واستوحوا أسماءَها من الكواكب السبعة، فباب شرقي مرتبط بالشمس، وباب الفراديس مرتبط مع عطارد، وباب الجابية مرتبط مع المريخ، والباب الصغير مرتبط مع المشتري، وباب كيسان مرتبط مع زحل، ومن هذه الأبواب دخل القادة العظماء وبُنيت المساجد والمآذن بجانب الأبواب لتكون شاهدة على مرور الجيوش الإسلامية.