دوليسياسة

أردوغان والأحلام الشيطانية؟!

لا يخفى على أحد الدور التخريبي الخبيث الذي لعبه النظام التركي برئاسة “رجب طيب أردوغان ” خلال العقد الجاري في زعزعة أمن دول المنطقة، والانتقال من سياسة صفر مشاكل مع دول الجوار إلى حاضن وشريك أساسي في خلق وتوسيع رقعة المشاكل مع كافة دول المنطقة، ابتداءً من سورية والعراق، وصولاً إلى ليبيا، وأخيراً إلى لبنان، مستغلاً الأزمة الجديدة بين لبنان والمملكة العربية السعودية، وبعض دول الخليج العربي – لا ندخل هنا في أسباب وتفاصيل تلك الأزمة لأنه يتطلب بحثاً مستقلاً – بل نؤكد على أن النظام التركي يبني سياسته الخارجية على ركائز عدوانية ضد العرب ويسعى بكل إمكاناته لتحقيق أحلام رئيسه ” أردوغان ” الشيطانية المهووس بالتاريخ الأسود للسلطنة العثماني، الذي يعمل وفق مخطط استراتيجي منهجي لتغير الواقع الجيوسياسي والديموغرافي للمنطقة (كما فعل أسلافه في جريمة ضم لواء الاسكندرون السليب) وإعادة أمجاد السلطنة السلجوقية المندثرة سيئة السمعة والصيت، مستغلاً بذلك الظروف التي تمر بها دول المنطقة التي واجهت الإرهاب التكفيري المدعوم من دول كبرى في مقدمتها تركيا على مدى أكثر من عقد من الزمن، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال دعم نظام أردوغان الإخواني لكافة التنظيمات الإرهابية حتى المصنفة دولياً على قائمة الإرهاب، وفي مقدمتها ” جبهة النصرة ” وغيرها من التنظيمات التكفيرية المتطرفة التي تعمل بأمرة استخباراته على الأراضي السورية وغيرها.

إن محاولات النظام التركي التدخل في لبنان وإرسال وزير خارجيته إلى بيروت لم ولن يكون من اجل خدمة الشعب اللبناني أو الدولة اللبنانية بأي شكل من الأشكال، لكنه يحاول جاهداً الاستفادة من الواقع الجديد واستغلال الفراغ الذي ولدته الأزمة القائمة بين لبنان ودول الخليج العربي لتوسيع حلقة الخلاف من جهة من خلال جر لبنان إلى محاور معينة من جهة وتجييشه مذهبياً خدمةً للمشروع الصهيو- أمريكي الهادف لضرب عرى القوة الذاتية اللبنانية في الصميم وتحويله إلى نزاع داخلي جديد من جهة أخرى، وهذا ما يعيه الساسة اللبنانيون بدقة وقد عبر عنه صراحة في بعض وسائل الاعلام اللبنانية وتعرية النوايا التركية الخبيثة، بعد التجربة المريرة التي حصدت نتيجتها سورية في علاقاتها بالنظام التركي ومنحه الثقة في مرحلة سابقة لخدمة الشعبين التركي والسوري معاً، والتي خانها “أردوغان” بكل وقاحة لصالح المشروع الغربي الأمريكي التكفيري المشترك المعادي لسورية وشعبها وللعرب جميعاً.

لا يخفي النظام التركي تعلقه بالحبل السري الأمريكي وارتباطه الاستراتيجي بالسياسة الغربية رغم كل البروباغندا المزيفة التي يصور فيها قدراته على مخالفة تلك السياسة في أماكن معينه لا تتعدى التكتيك المؤقت لكسب المزيد من الوقت والمصالح من خلال الانفتاح على كل من روسيا وإيران، وسيستمر ” أردوغان ” باللعب بكرة النار التي ستحرقه في النهاية بكل تأكيد.

القيادة في سورية لا تعول على أي مباحثات او لقاءات مع النظام التركي المخادع في المرحلة القريبة القادمة، لا سيما وأن هذا النظام يستمر بعرقلة آفاق الحل السياسي في سورية بكل الوسائل الممكنة لديه، لكن سفينة النجاة السورية تبحر بكل ثقة، وستصل إلى بر الأمان بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، مهما عصفت رياح الغدر والخيانة، كما أن الجيش العربي السوري قادر على فرض الواقع الأمني على كامل المناطق السورية وهو على استعداد لتحرير كافة الأراضي السورية المحتلة في الوقت والزمن الذي تحدده القيادة التي تسعى بدورها لاستثمار كافة الأوراق المتاحة لبسط السيادة على التراب السوري دون إراقة قطرة دم واحدة.

محمد عبد الكريم مصطفى