مجتمع

بالتضامن والانتماء نعبر لمجتمع متقدم ومتماسك

لا شك في أن المجتمع لا يمكن أن يبنى دون وجود وعي وتعاون وإحساس بالمسؤولية الاجتماعية بين المفاصل المجتمعية كافة بهدف إحداث التنمية المطلوبة، هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها في منظومة البناء المجتمعي، والتي ترتكز إلى أولويات أهمها: التأكيد على ضرورة الاهتمام بجيل الشباب بمختلف أعمارهم لأنهم الرافعة الحقيقية للمستقبل المنشود، وخاصة الشباب الجامعي المثقف سواء كانوا على مقاعد الدراسة أو من الخريجين في مختلف التخصصات العلمية، في وقت تشير فيه الوقائع اليومية إلى وجود ضعف في الشعور بالمسؤولية الاجتماعية أو الوعي الاجتماعي لدى الكثيرين من الشباب، ويظهر ذلك من خلال تصرفات غير حضارية قوامها الإهمال والفوضى.

حالة إحباط!

الشابة نيرمين القاضي ومع اعترافها بأهمية وعي الإنسان في الحفاظ على مجتمعه، لكنها تشير إلى أن الشباب ما زالوا على الهامش، وخاصة المبدعين منهم أو أصحاب الكفاءات الذين يبحثون عن مكان يليق بهم ويمكنهم من ممارسة عملهم والمشاركة الحقيقية في تنمية المجتمع، داعية إلى رد الاعتبار لهم من خلال تأمين فرص العمل لهم وإشراكهم في النشاطات والفعاليات المجتمعية ليشعروا بأهمية دورهم.

ولم تذهب سوسن الحمد بعيداً عن رؤية زميلتها، متسائلة: كيف للشباب أن يمارس دوره المنتظر وهو غير شريك في صنع القرار الذي يتعلق بمستقبله؟، وأضافت: أظهر الشباب السوري معدنه الحقيقي خلال سنوات الحرب، فبالرغم من أن العديد منهم هاجروا بفعل عدة عوامل، لكن مازال هناك الغالبية التي تؤمن بحتمية الانتصار، ولديها الأمل الكبير بأن القادم أفضل، لذلك من المفروض أن تعمل الجهات المعنية على تمكين هؤلاء الشباب من حقوقهم في العمل والتعليم وباقي الأمور الأخرى، ليكونوا أكثر فعالية في المشاركة والتأثير المجتمعي.

الأساس الاجتماعي

وبرأي الباحث الدكتور وائل خطار، دكتوراه في أصول التربية العامة‏، أنه كلما كانت درجة الوعي عالية عند أفراد المجتمع كلما كان المجتمع متقدماً ومتماسكاً وقادراً على التطور باستمرار، بعكس الجهل وقلة الوعي، لافتاً إلى أهمية دور الأسرة في ترسيخ ذلك سلباً أو إيجاباً من خلال منظومة العلاقات فيها وطبيعتها، على اعتبار أنها النواة الأولى للمجتمع، وهي الأساس الاجتماعی فی تکوین وبناء الأفراد وطرق تفاعلهم مع مجتمعهم، عدا عن دورها في إكساب الفرد لقيمه الاجتماعية والأخلاقية ومعايير سلوكه الإيجابي.

المؤسسة الاجتماعية الرسمية

ولفتت المدرّسة والباحثة الاجتماعية إيلانا خليل إلى أهمية دور المدرسة باعتبارها المؤسسة الاجتماعية الرسمية التي تعمل على تحقيق أهداف المجتمع، كما أنها الأساس في تعليم الفرد الكثير من المعايير والأدوار الاجتماعية بشكل منظم، فمن خلالها يعرف التلميذ في الحلقة الأولى بالتعليم الأساسي والطالب في باقي المراحل التعليمية في المدرسة الحقوق والواجبات وبالنتيجة يكون في المستقبل فرداً ملتزماً اجتماعياً تجاه مجتمعه من خلال عمله وسلوكه الإيجابي في الحد من كل ما يهدد المجتمع الذي ينتمي إليه.

بالمختصر، بالوعي والتكافل والتضامن والتعاون والانتماء الصادق نعبر لمجتمع متقدم ومتماسك، وخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي نحتاج فيها أكثر من أي وقت مضى لنكون متحدين ومتضامنين، لنعبر بأمان نحو مستقبل زاهر نتمناه لأجيالنا القادمة.

غسان فطوم