اقتصادالاقتصاد المحلي

واقع الأسواق المالية خلال شهر رمضان وتأثرها بحال المستثمر

 

تفرض التغيرات المفاجئة لوضع السوق وعدم استقراره الذي يؤثر على الاقتصاد الكلي للمجتمع، دراسة واقع المستثمرين في البلد والعوامل المحيطة بهم التي تدفعهم لاتخاذ قراراتهم المالية وربطها بواقع الأسهم في البورصة المحلية، والاستعانة بعلم المال السلوكي لتحديد مصدر التقلبات والتباينات الحاصلة في سلوك المستثمر والذي يعتبر اتجاهاً فكرياً جديداً، حيث كشف عن ظهور إشارات كبيرة وتصرفات غير عقلانية يقوم بها المستثمرون في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية في السوق المالية ما خلق تحيزات سلوكية  ترتبط بمناسبات وأيام معينة كأيام العطل والمناسبات الاجتماعية والدينية بالإضافة لتأثرهم بالإشاعات والأخبار .

وبالنسبة لواقع حال المستثمرين المحليين فقد أثبتت الدراسات بحسب الباحثة الاقتصادية نور لبابيدي أن هناك تأثيراً كبيراً خلال شهر رمضان على قرارات المستثمرين ،لأن المستثمر هو كائن اجتماعي ويتأثر بالظروف المحيطة به وبالتالي فإن قراراته متأثرة بحالته النفسية  ومزاجيته وظروفه المحيطة به وقدرته على تحمل المخاطر، وهناك عدة مؤثرات على السوق المالي المحلية منها عوامل خارجية وهي أكثر تأثيراً على السوق المالي وعلى الحالة النفسية للمستثمرين وعلى معنوياتهم وسلوكهم في آن واحد، بالإضافة إلى تأثير التغيرات المناخية وحالة الطقس والمعتقدات الدينية وكل ذلك التبدل يحدث التغيير في قرارات المستثمرين.

وتضيف لبابيدي، أظهرت عدة دراسات اقتصادية الدور الحاسم للحالة المؤثرة للمستثمر عند تحديد سلوك تسعير السهم المالي وأثرها على واقع الاستثمارات القصيرة والمتوسطة الأجل، أما الاستثمارات الطويلة الأجل فهي تتأثر بالتغيرات الاقتصادية الكلية أو الجزئية، أما الاستثمارات القصيرة والمتوسطة تؤخذ بعين الاعتبار تأثير العوامل السلوكية، وحالياً خلال شهر رمضان نحاول دراسة تأثيره على الأسواق المالية، ونلاحظ أن تأثير هذا الشهر سبب التراجع في حجم التداول في  السوق والانحسار بالعمليات التجارية والانخفاض في اتخاذ القرارات بالسوق المالي خلال هذا الشهر نتيجة ممارسة السلوك العقائدي للمستثمرين في تطبيق المعتقدات الدينية والتحضير للطقوس المختلفة من إفطار وسحور وغيره من الواجبات.

وتتابع لبابيدي بأنه من جهة تأثر المستثمرين بالواقع المحيط بهم، فقد لوحظ أن السوق المالي ارتفعت مستوياته بعد خطاب الرئيس بشار الأسد الموجه للمعلمين في عيدهم، حيث حقق السوق مؤشرات إيجابية ومتفائلة لدى المستثمرين فقد ارتفع المؤشر بنسبة عالية، مما يشير إلى أهمية المؤثرات المختلفة على سلوك المستثمر، ويمكننا أن نذكر بتاريخ2021 /9/11 وهي زيارة وزير خارجية الإمارات إلى سورية الذي أعطى أيضاً انطباعاً تفاؤلياً للمستثمرين، وبالتالي أثر ذلك على حركة السوق المالي ورفع من حجم التداول، أي إن كل هذا ينعكس على الأسواق المالية، وانخفاض عوامل التذبذب وعوائد هذه الأسهم في هذا الشهر بسب تركيز المستثمرين على النشاطات الدينية.

دمشق – ميادة حسن