ثقافة وفن

أعرف أنك

أعرف أنك

أعرفُ أنّكِ بالحزن

تغسلين شقوق الموانئ

والزبد خائف يبكي..

يفيض كأحلام النوارس

يشدني نحو اليقين

وملكوت يغوي انكسارات الصواري

أجيء كدم الموج..

معشّقٌ بأصداف ممسوسة

بملح اللهاث..

في كل مدٍّ تميل روحي

وفي كل جزر

تغادر الصحوة جنوني..

أعرف أنّكِ

بالحزن تلاعبين أزمنة المنفى

وتنشرين السراب

على خيوط الأطياف..!

 

طعنة ماء
يحتدم الصمت قرب ملامحي

فتتعرّى ابتسامتي

كسيلٍ لم يقرأ دمعه التراب

كيف يصرخ الصدى

وأنا المكنّى بأحجية الوديان..؟

في حلقي آه قديمة تتكاثر

تسربل جيد العصيان..

وعدتك أن آتي إلى بحرك

وأطلب رضاه
وأقبّل يد الصلاة..

وعدتك بانتحال الرمل

كي تدوسني أقدامك

فأوعديني بطعنة ماء

ليطفو الزبد

على عطش شطآني..


سيدة البشارة

أسئلةٌ تدفعُ أصابعي

لتغزل دهشة الكلام..

مبتدأٌ ينثر رغبته

في عيون الشرود

يقتاتُ نداء الكبرياء..

إنه مهر الحقول

ويقظة الأشعار..

فأبعدوا الظنَّ المكابر

قبل نزف الضوء

وانفطار التلال..

فأنا يا سيدة البشارة

أكرهُ الخبرَ العاجز

وبرد السكون…!

 

قل لي

وسط إدمانك

ثمّة سؤال معلّق مفتون

بشمّة لحظات..

أيها الزمن..

باسم تكوينك الطافح

بمشروبات كهولية..

وباسم الأيدي العاصفة

من بين أخاديد طغيانك

قل لي: مَنْ شقّ متعة الضباب..

ومَنْ علّق سفينتي

على مشجب الطوفان..؟

 

هذيان..!

وأتيتُ بكامل أسبابي

جعابٌ أضرمت في صدري

أحاديث الضلع المسحور..

تقدّم..تقدّم أيها النداء..

كي يطفو الأنين على وجه الخصوص..

وكي أرفع اشتهاء الشرود نصب عيني..

متسكعٌ جذعي..

ينسّقُ هذيان الخطا في زواريب الكلام

وتدور حاشيتي كظلال في لعبة الكراسي

وتتطاير دقّاتُ المهباج مرتجفة في ساعة هيل..

فأرتشفُ من اعتذاري قهوةً

لأني أتيتكِ قبل الموعد بفنجان صباح..!

 

سؤال الدروب..!

أيحقُّ ليَدي

أن ترسم في رملك

اعتقاد الشطآن..؟

وعلى ابتكار المعاني

أمرّنُ أصابع ألواني

أهذّبُ صرير الغياب

بقلمٍ شبيه

ترامى على سوادهِ

سؤال الطوفان..

تذرُّ خلجانها عن سابق عناء..

وزحمةٌ تستفزُّ دروبي

أحكُّ رأسَ المدى

فتؤلمني خطوتي..

ما بيني وبين موجكِ

مسافة حاكتْها منذ زمن

ذئبة الموانئ..

آه..يا وحيدتي

أحلّفكِ بالأسى…من قال :

( لا تسأل.. لِمَ الطير هجر..؟)

 

نوارس..!

بدمِ الشراع الأعزلِ

كتبتُ خلاصتي

إيقاع بلا عين..

وعلامات جرحي

على قيد الشاطئ منثورة

وذاك الصَبا..

لقّنني درساً في المزاج

فبقيتُ وحيداً ..

حتى بلغتُ آخر هلوسة..

ورفوف الموج

استلقت متعبة

ففاضت نوافق الريح

وأشلاء الوعود ..

إيه…

كم جرّدتنا النوارس

من مواسمنا

وكم هجّرَتنا

رجفة الأوتار

في العود…!

 

رائد خليل