سلايدمحليات

عندما يستكشف “فريق البعث”…ربيع التنزه في جبل الشيخ…بكامل ثلجه ومشمشه

البعث ميديا || علي بلال قاسم:
أن تدرك بأن مفاتيح صباحات يومي العطلة الأسبوعية في الحياة المؤسساتية والمجتمعية السورية لا تعمل على أقفال الكسل والنوم 48 ساعة بعد 5 أيام عمل، فأنت في قلب خطوط وتفرعات مجتمع يعرف كيف يصنع المناشط وينتج الأعمال، التي تتنوع وتتوزع على أرضية أن الترفيه والاستجمام والترويح عن النفس ليس تعطيلاً وهدراً للوقت – كما يظن البعض – بل استثماراً في صلب المعنويات العالية والشعور المفيد، في مواقيت ومواعيد موسمية تناسب كل الفصول، حيث تستفيق الحياة بصفة ” الجماعات والكروبات” فجر يومي الجمعة والسبت معلنة دوران عجلات القطاعات الفاعلة في ميادين السياحة والسيارين والرحلات والنزهات ومالف لفيفها من أعمال يخبر أهل هذه البلاد – مدناً كانت أم ضيعاً – كيف يصنعونها حتى من العدم – والشوام هنا خير من يتصدر اللقب بخلق السيران ولو على عشب منصف طريق -… فكيف الحال وامتداد محافظاتنا جمال يضاهي الجمال الأوربي.؟!
على إيقاع عشق الحياة وعدم الاعتراف بنقيضه تتحرك مكنات زرع الإنجاز من قلب المدن – دمشق مثالاً – باتجاه الريف القريب والبعيد حيث واحات التنزه ومرابع الاستثمار الحقيقي في راحة بال الناس، في محاولات لم تنقطع حتى تحت أزيز الحرب لضخ ترياق الانتعاش في تعداد وكثرة المصايف والمشاتي على مساحات محيط العاصمة إن كانت الوجهة القلمون النابض بالسحر والغوطة المتخمة بالهناء وجبل الشيخ المفعم باللطافة والهيافة.
عبر مدار سنوات الحرب العجاف لم تخف مشاهد التدفق البشري نحو محيط دمشق في الأعطال نفسها لتجد قوافل محبي شم النسيم القادم من الريف على مد العين والنظر متزاحمة وعلى مداخل وبوابات بلودان والزبداني وعين الفيجة وعين الخضراء وبقين وأخواتها غرباً، ليكرر الانتعاش صورته في خارطة الجنوب اليوم على امتداد قرى جبال الشيخ مابين حينة وبقعسم وعرنة ووصيفاتها في بيت جن وريمة وصولاً لتخوم القنيطرة ودرعا.
في مشهدية التعرف والاستكشاف عن كثب كان خيار واختيار فريق دار البعث في مكانه عندما حزم حقائب الشغف وتسلح بنبض التوثيق وتأبط مسؤولية نقل الحدث وضخ التسويق والترويج الوطني وراح باتجاه تلك البيوت والأناس المحاطة والمسيجة بالتفاح والمشمش والكرز المرابط على تخوم جبل الشيخ لتكون لابتسامة الأهالي العريضة فعلها ولينابيعها وجداولها طعمها ولصورة قمم الثلوج شموخها، على امتداد الطريق الذي يسلب بصرك وبصيرتك لا مكان لمفعول الزمن الذي لا يتجاوز ثلاثة أرباع الساعة للوصول إلى حاضرة الجبل “عرنة”، إذ ثمة ما يشعر كل زميل من السبعة المشاركين – بالصدفة كل من محافظة – بأنه متجه لمسقط رأسه بكل ما أوتي من حب وطمأنينة المهرول إلى حضن أسرته الآمن، مع تجاوز كل الحواجز وخطوط التفتيش التي تحتفي وتؤهل كمسهل وميسر ومرحب، ونحن الذين لم نقدم أنفسنا كإعلاميين بل ضيوف وقاصدي سبيل الترويح والتفسيح ما أبقانا بعيدين عن المجاملات الرسمية وإجراءات تسهيل المهمات، فعند شباب حماة الديار هناك لا شيء يعلو عن الدماثة وإشراقة الوجه والتعبير “بالأهلاً والسهلاً”، وكأن الطبيعة فعلت صنائعها في النفس العسكرية كما شعرنا بهم وبالجغرافيا تماماً.
في جولة تحاول بها أن تمارس ذاك الشغب الصحفي المتمثل بالوقوف على المنغصات والسلبيات التي قد ترضي شبقك لتحقيق التوازن مابين عواطفك الجياشة ووجدانياتك المشبعة بالسعادة وبين خربشاتك المهنية الضرورية، هنا لن يطول زمن رسوبك في امتحان اصطياد المشكلات وتأمين موضوعية تتطلبها أدبيات الصحافة، فلا تأففات عند أولئك الناس الهانئين ولا شكاوى عند أصحاب الفعاليات والمنتزهات البسامين، فغبطتهم بقدومك أكثر ما تعنيهم وضيافتك هي شعارهم وأهم من كل الأولويات.
….هو نبض كل من تحادثنا وتواصلنا بهم هناك من زوار ومرتادي استجمام وراغبي تنزه، ثمة إجماع على البسط بالبساطة والاحتفاء بانتعاش تلك المحجة السياحية الخام التي يفرخها أبنائها أكثر مما تفعل إدارة القطاع الرسمية التي تصيبك الغيرية على قصر ذات يدها هناك.
…..هي ساعات تجرعنا فيها حلاوة الانسجام مع الترفيه الشعبي الذي يناسب عموم الأسر السورية، وهو بتوافق وإجماع العارفين بعلوم السياحة أنه الحامل الرئيسي لصناعة سياحية حقيقية، أكثر من الاعتماد على قاصدين عرب أو أجانب أثبتت سنوات الحرب عزوفهم وبقي ابن البلد المقيم والمسافر هو الزبون المواظب، وهو المحرض لمنتج سياحي ريفي يرتقي للتقاليد الأصيلة بعيداً عن لعنة النجوم وحسابات التصنيف التي لا تغري السوري الذي يعرف طعم فمه جيداً ويستقصي “لاقيني ولا تطعميني” ضالته في كل حين.
توثق مرامي الجغرافية السورية حقائق من منتجات صناعة الحياة، ففي كل المحافظات لا انفصال بين مشيمة المدن وحبل صرة القرى، وما يشهده الريف الدمشقي تألفه ال”14″ محافظة، وما التقاء أبناء دمشق ودرعا والسويداء وحمص واللاذقية وحماه وحلب في منتزهات “عرنة” الشعبية سوى دلالة وقرينة إثبات على كينونة وهوية سورية الحقيقية – كما عبر زميلنا علي اليوسف – لكل من ألفناهم ووالفناهم هناك في جنان ووديان ربيع جبل الشيخ المهيوب بسكانه وحيطانه وثلجه وبكامل مشمشه.