طرطوسمراسلون ومحافظات

“جرحك بالقلب ” رسالة توعية من طرطوس ضد العنف الأسري

طرطوس- محمد محمود

مساحة آمنة للتعامل مع الطفل وتنشئته، وإدراك تأثير ما يتركه العنف من آثار في نفسيته وسلوكه المستقبلي، وغير ذلك من طروحات دعا إليها المجتمعون في صالة المركز الثقافي العربي بطرطوس بفعالية حملت عنوان “جرحك بالقلب” موجهين رسالة جدية لمتابعة الكثير من الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري، الجسدي منه أو حتى اللفظي أو السلوكي، وتوعية الأهل بخطورة التعنيف على مستقبل الطفل واندماجه في المجتمع.
الفعالية التي دعا إليها مركز نغم وقلم مساء يوم الثلاثاء تضمنت حوارا مفتوحا مع الحضور، والاستماع لتجربة الأهالي الشخصية في التعامل مع أطفالهم، كما تم عرض مقطعين فيلميين تضمنا تعريف العنف الذي يمارسه الأهل في كثير من الأحيان ضد أطفالهم وتوجيه بعض الأسئلة للنقاش: هل طفلك يخاف منك أم يحترمك؟ وكيف أن هناك سلوكيات خاطئة كثيرة يقوم بها الأهل لضبط النشاط أو الحركة أو المستوى التعليمي، ولكن يكون لها أثر كبير في نفسية الطفل، ونتائج قد تكون مدمرة على المدى البعيد.
وفي تصريح للبعث بين بهاء مهنا مدير مركز نغم وقلم أهمية الحوار المباشر مع الأهل قائلا: أتينا اليوم لنستمع لتجارب الأهل داعين في الوقت نفسه لخلق سلوكيات جديدة بتجنب العنف الجسدي واللفظي ضد الأطفال وامتلاك الشجاعة للاعتذار من أطفالنا عندما نخطىء ربما من غير غير قصد في التصرف معهم نتيجة ضغوطات الحياة.
وأكد مهنا: عمل مديرية الثقافة وسعيها المستمر لإدراج العناوين المتعلق بالعنف ضمن الأسرة بشكل متكرر في برامجها ومحاور عملها للتأثير في سلوكيات بعض الأهالي، فموضوع العنف ضد الأطفال يترك ندبة وجرح لا يندمل ببساطة عند نفسية الطفل الغضة وله مفاعيل سلبية كثيرة جدا، وفي كثير من الأحيان يعود الطفل المعنف لممارسة العنف مع أطفاله عندما يكبر أو يظهر هذا السلوك في المجتمع.
في المقابل تحدث بعض الأهالي عن تجارب تركت آثار سلبية عند قيامهم بتعنيف أطفالهم خاصة فيما يتصل بمتابعة التحصيل العلمي مؤكدين أن النقاش والحوار المستمر مع الطفل هو الوسيلة الأنجح ليبدي الاستجابة التي ينتظرونها منه، كما أن الأطفال في معظم الأحيان يتعلمون بالإيحاء، فعندما ننهي أطفالنا من استخدام الموبايل مثلا يجب أن يشاهدونا أيضا نقوم بذلك، وعندما نطلب الصدق منهم يجب أن نبتعد عن الكذب أمامهم، وهو ما يجب على تعميمه على كل الأسر لبناء مجتمع سليم ومعافى، وبعيد عن العنف والتعنيف والجراح التي يدوم أثرها .