ثقافة وفن

“الأدب الوجيز” في ثقافي “أبو رمانة”

 

بمشاركة مجموعة من الصحفيين المشتغلين بالشأن الأدبي، يحتضن ثقافي “أبو رمانة” أمسية أدبية بعنوان يقيمها الملتقى السوري للنصوص القصيرة “الأدب الوجيز” بعد أن اشتغل على إعدادها والإشراف عليها الزميل في تشرين، الكاتب “علي راعي”، وذلك بتاريخ الخامس من حزيران، وفي الساعة السادسة والنصف منه، وفيها سيتم إلقاء مجموعة من النصوص بأصوات أصحابها، والتي تتضمن طبيعة هذا الأدب.

وعن مفهوم “الأدب الوجيز” يقول الراعي: “إنّ النصوص ذات المنحى من ذات (قُصارى القول)، قديمة قدم الكتابة نفسها، وربما الجديد اليوم في التسميات، وفي التنويع، وتحديد هوية الجنس الإبداعي للنص القصير، وكذلك في المُصطلحات النقدية، والأدب الوجيز الذي نشتغل عليه منذ عقدٍ ونيّف من السنين، له مقارباته البعيدة في المدونة السردية، ربما يعود بعضها إلى زمن اليونان القديمة عندما راح (إيسوب) في الزمن الإغريقي القديم- القرن الخامس قيل الميلاد يُقدم حكمه التي اتخذت شكل ما يُسمى اليوم القصص القصيرة جداً، المُصطلح الذي سجله السوريون خلال تسعينات القرن الماضي، مع ما وازى ذلك من تكثيف في بقية الأنواع الأدبية، وذلك ما تجلى من خلال “الإيماض” في الشعر، والذي كان حصيلته الكثير من: التوقيعات، الشذرات، والومضات، وما عُرف بقصائد النانو الشديدة التكثيف، وهو الأمر الذي انسحب كذلك على الكثير من الأنواع الإبداعية السردية منها، وكذلك البصرية، صرنا نسمع اليوم بالرواية التي تُقرأ خلال ساعة من الزمن، إضافة إلى الفيلم القصير، وحتى المنحوتة واللوحة الصغيرة في الأعمال الفنية والتشكيلية.

وفي المراجعات النقدية لهذا النوع الأدبي، إن صح الوصف، عن أصله وتأصيله يقول الراعي: نذكّر بما كان أوصى به ذات حينٍ بعيد كل من الأمريكي إرنست همنغواي، والروسي أنطون تشيخوف، عندما دعي الأول – صاحب الروايات القصيرة لاسيما الرجل العجوز والبحر- لكتابة قصة قصيرة من خمسٍ وعشرين كلمة، والتي تجلت في قصته الشهيرة (حذاء للبيع)، فيما أكدّ الثاني –أشهر من كتب القصة القصيرة- على ألا تتجاوز القصة القصيرة الخمسين كلمة، والتي تجلت في قصته الأشهر (ثروة)، وللدكتور زهير سعود كتاب هام في التأصيل لمسألة القصة القصيرة وتأريخها من الملحمة إلى القصة القصيرة جداً.. فيما النقاد مايزالون يعتبرون أنّ أقصر قصة في العالم هي للكاتب الغواتيمالي أوجستو مونتيروسو قصة (الديناصور).

أما عن مواصفات هذا الأدب فيقول:

هذه النصوص التي تكاد تضيع الحدود بين ملامحها، تشترك في مُختلف ميزاتها الكثيرة من: مشهدية عالية، وشعرية باذخة، وحكائية مُدهشة، وغير ذلك، ثمّ استخدامها جميعاً التقنيات البلاغية المُضادة من: إخفاء، وحذف، وإيحاء، وانزياح، وإضمار..وغيرها.. إضافة لاحتفاظها بالقيم البلاغية الكلاسكية من تشبيه، وكناية واستعارة، وتنصيص، والاشتغال على الرموز وغير ذلك.. ورغم كل ما تقدّم من مُشتركات، مع ذلك لم تتماهَ في جنسٍ إبداعي واحد يشملها كلها، فقد بقي ملمح أو أكثر يُحدد القروقات بين جنس إبداعي وآخر، مثل الحكائية والحدث الظاهرين في القصة القصيرة جداً، والشعرية العالية في نصوص الومضة، والمشهدية الطاغية في المُقاربات لما ابتكره العرب وأطلقوا عليه  اسمه الأجنبي نفسه.. وكنا من السباقين الذين أطلقوا على التقارب الشديد بين القصة القصيرة جداً والومضة الشعرية بـ (الأقصودة) أي التي تجمع بين النوعين (قصة وقصيدة)، ومن ثمّ ارتأينا أن نجمع كل ما تقدم ضمن إطار شامل هو (الأدب الوجيز).

ومن المشاركين في الأمسية: نهلة السوسو، انتصار سليمان، سامر الشغري، عبد الحليم سعود، تمّام بركات، أيمن الحسن، لؤي سليمان، حنان علي، سلام الفاضل، رواية زاهر، وفاء شقير، علي العقباني، والدعوة عامة.

خاص|| البعث ميديا