صحةمجتمع

في أسبوعه العالمي.. تثقيف ودعم الأمهات باختيار الرضاعة الطبيعية

ضمن الاحتفال العالمي بأسبوع الرضاعة الطبيعية، الذي حمل هذا العام شعار “لننهض بالرضاعة الطبيعية.. نثقف وندعم”، قدّمت وزارة الصحة السورية الاستشارات للنساء من حوامل ومرضعات حول كل ما يتعلّق بالإرضاع الطبيعي ودوره لصحة الطفل والأم، عبر جلسات فردية وجماعية قدمتها عيادات الترصد التغذوي وعددها 1000 عيادة موزعة بمختلف المراكز في المحافظات.

وشاركت الكوادر الصحية العاملة في برنامج رعاية الوليد بالتوعية بأهمية الإرضاع الطبيعي، عبر زيارات ميدانية للأسر وتقديم نصائح للأمهات حول ذلك للتشجيع على الإرضاع الطبيعي.

منظمتا اليونيسيف والصحة العالمية اختارتا عنوان احتفالية العام الحالي لتأكيد أهمية نشر ثقافة الإرضاع الطبيعي وتكثيف جهود المؤسسات الصحية لدعم الأمهات باختيار الرضاعة الطبيعية لتغذية أطفالهن للحدّ من مخاطر سوء التغذية.

وجدّدتا في بيان لهما مطالباتهما حكومات العالم بتخصيص المزيد من الموارد لحماية السياسات والبرامج المعنية بالرضاعة الطبيعية وحمايتها وتعزيزها، وخاصة للأسر الأشد ضعفاً التي تعيش في أوضاع طوارئ.

كما أشار بيان المنظمتين إلى أهمية الرضاعة الطبيعية بوصفها أفضل بداية ممكنة للحياة أكثر من أي وقت مضى، وخاصة في ظل التهديدات التي تمثلها الأزمات العالمية المستمرة على الصحة والتغذية لملايين الرضع والأطفال.

وفي ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها الأمهات لفترات الطوارئ، مثل الكرب العاطفي والإرهاق البدني وسوء خدمات الصرف الصحي، يتزايد عدد الأطفال الذين يخسرون فوائد الرضاعة الطبيعية التي تساعدهم في البقاء على قيد الحياة، حيث يتلقى أقل من نصف المواليد الجدد رضاعة طبيعية في الساعة الأولى من حياتهم، وهذا يجعل الأطفال الذين لا يتلقونه في الوقت الصحيح أكثر عرضة للأمراض والوفاة، وفق ما جاء في البيان، فضلاً عن أن 44% فقط من الرضع يتلقون رضاعة طبيعية خالصة في الأشهر الأولى من حياتهم، وهذه النسبة أقل من الهدف الذي تنشده الصحة العالمية والذي يبلغ 50% بحلول عام 2025.

وبناءً على ما تقدم يتوجب على الجهات المعنية بالصحة حماية الرضاعة الطبيعية وتعزيزها ودعمها أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط لحماية كوكبنا، كون لبن الأم يمثل النظام الغذائي الطبيعي والمستدام الأول والأهم، بل أيضاً من أجل بقاء ملايين الأطفال ونموهم وتطورهم.

ويحرص جميع الأطباء على نصح الأمهات بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية في الأشهر الستة الأولى من حياة الرضع لاحتواء حليب الأم على سلسلة متكاملة من الغذاء تفيد النمو جسدياً ونفسياً، والاستمرار فيها مع الأغذية المكملة حتى بلوغ الطفل عامين.

وبحسب ما ذكرت الصحة العالمية، يمدّ حليب الأم الرضيع بكل ما يحتاجه من طاقة وعناصر مغذية خلال الأشهر الستة الأولى، ويوفر ما يقارب نصف الاحتياجات الغذائية للطفل خلال النصف الثاني من السنة الأولى وما يصل إلى الثلث خلال السنة الثانية من عمره.

كما تسهم الرضاعة الطبيعية، وفق ما أوضحت الصحة العالمية، بالحدّ من معدلات وفيات الأطفال الناجمة عن أمراض الطفولة الشائعة وتساعد في النمو الحسي والمعرفي لهم وتقوية مناعتهم ضد الأمراض المعدية والمزمنة، كما تعزّز صحة الأمهات عبر التخفيف من مخاطر إصابتهن بسرطان الثدي والمبيض وداء السكري من النمط الثاني وأمراض القلب.

الجدير ذكره أن دول العالم تحتفل منذ عام 1990 بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية الذي يمتد بين 1-7 آب من كل عام.

تقرير: ليندا تلي