مجتمع

هوس الهواتف النقالة ووعي الضرورة

البعث ميديا || آثار الجوابرة:
ظهر أول هاتف نقال عملي في التاريخ عام 1973 وهو ما غير مفهوم الاتصال في العالم وشكّل المفصل الأساسي لتحويل العالم الى قرية صغيرة، إلا أن هذه أداة الاتصال الحديثة والتي تعتبر فضاء ثالثاً وثورة تكنولوجية في عصر الاتصالات تحولت وبسرعة الى أحد اهم الحاجات في العصر الحديث.
لسنا بصدد تعداد إيجابيات وسلبيات هذه الهواتف فالجميع مدركٌ لهذا الامر من حفظ الصور والمستندات ومقاطع الفيديو والكثير من المعلومات والبيانات.
إلا ان هوس اقتناء الهواتف النقالة وتغييرها بات غير محدود فالكثير ممن أصابهم هذا الداء يتباهون بمجاراتهم للموضة والانخداع بتأثير وسائل الاعلام المتعددة علما ان أكثر الميزات الموجودة في الهواتف الذكية لم يتم استعمالها كاملة، اذ ان أبسط الموبايلات قادرة أن تحقق الغاية الأساسية التي وجدت من أجلها من شبكات التواصل الاجتماعي الى الاتصالات بكل أشكالها الصوت والصورة وما الى ذلك من تطبيقات مفيدة.
تشير الدراسات الى أن الكثير من الشباب ينجرفون تحت تأثير وسائل الاعلام الحديثة لاقتناء الموديلات والإصدارات الجديدة بشكل دوري حيث أن اختلافات بسيطة جدا بين الموديل السابق والحالي حيث الألوان أو السعات أو الميزات الثانوية كفيلة بإغراء الكثيرين لاقتناء الهاتف الجديد.
الهوس في كل ما تقدم ربما يكون مرتبطاً بثقافات الشعوب والمجتمعات ففي بعض المجتمعات التي تكون تربية النشئ فيها مبنية على تكامل الشخصية من حيث البناء النفسي والجسدي والحاجات الأخرى ويكون التعليم فيها فاعلاً بحيث يعطي نتائج إيجابية على الجيل الجديد فلن تجد هذا الهوس بينما تزداد هذه الحالة في المجتمعات الأقل تقدماً، رغم ما تعانيه هذه المجتمعات من انخفاض في مستويات الدخل لا سيما أن الأجهزة الذكية غالية الثمن وهي منتج مستور في معظم دول العالم.
ان المقصود من كل ما تقدم هو المعادل الطبيعي للهدر المادي وضياع الوقت والذهاب بعيداً عن الرؤى الفاعلة التي تتوجه اليها الطاقات الشابة التي يُنتظر أن تكون خير حليف في عملية البناء العلمي والاجتماعي والثقافي، اذ ان الدول تعول كثيراً على هذه الأجيال وعلى توجهاتها وبقدر ما يكون هذا إيجابياً في عملية البناء ترتقي الشعوب وتتطور.