مجتمع

الطلاق.. كيف نساعد الطفل على الخروج منه بأقل الخسائر

 

رغم الآثار السلبية التي يتركها طلاق الوالدين على الطفل، إلا أن الانفصال يكون في بعض الأحيان أفضل للأبناء من العيش تحت سقف مليء بالصراعات والتوتر..

بعد الانفصال على الوالدين أن يكونا أكثر حذراً في التعامل مع أطفالهما، فالطفل يشعر بحزن كبير وبألم الفقد نتيجة انفصال والديه، كما أن هذه الفترة الحساسة ستؤثر على حياته كلها، سيظل متذكراً هذه الفترة طوال حياته، لذلك هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها للحفاظ على الصحة النفسية لأطفالكما ومستقبلهم.

أبرز الأمور التي يجب مراعاتها بعد الانفصال

– يمكن أن يكون أسلوب التفكير المتفائل للوالدين عاملاً أساسياً في مساعدة الطفل؛ لتقبل فكرة الانفصال، وتجنب أنماط التفكير الكارثي التي تفترض أسوأ الاحتمالات في كل الظروف.

– يكون الأطفال أكثر صموداً وأقل توتراً عندما يكون النزاع بين والديهما هادئاًوعندما يخرجهم الطلاق من بيئة مليئة بالصراعات لبيئة أخرى هادئة، من المهم أن تحمي طفلك من الدخول في النزاعات قدر الإمكان، سواء قبل الطلاق أو بعده.

– يتحسن أداء الطفل إذا استمر الوالدان في المشاركة بشكل إيجابي في حياته، وعلى وجه الخصوص إذا كان الوالد غير المقيم يقيم علاقة وثيقة وداعمة مع الطفل، فالأب عليه دور كبير جدًا.

– على كلا الوالدين الاستمرار في الاستماع إلى الطفل حول مشاكله وتوفير الدعم العاطفي والمساعدة في القضايا اليومية والحفاظ على الحدود والقواعد المتفق عليها بينهما مع الطفل، والاتفاق على ما هو مسموح وما هو ممنوع في تربية الطفل.

– اتباع منهج مستقر ومتسق بين الأبوين في تربية الطفل أثناء وبعد الطلاق أمر مهم، فالانضباط الأبوي المتواصل مهم لأنه يضمن حدوداً واضحة لا تختلف اختلافاً كبيراً بين المنازل. فلا يسمح الأب بشيء وتنهاه الأم ولا العكس.

– من المهم أن يدعم الآباء سلطة الطرف الآخر، وعدم الاستهزاء بها أو التهاون بها.

– الحفاظ على الروتين للأبناء قدر الإمكان حتى في أوقات الاضطراب والتوتر.

– الأطفال الذين يحصلون على الدعم ممن حولهم من الأسرتين هم الأكثر قدرة على التكيف مع تغيرات الطلاق.

– يحتاج الطفل لمزيد من جرعات الحنان والاطمئنان من الطرفين في تلك الفترة، على الرغم من صعوبة تقديم ذلك من الأبوين لانغماسهما في الحزن، لكن ذلك ضروري حتى يطمئن الطفل أن الطرفين لن يتخليا عنه فهو بحاجة للشعور بالأمان والاستقرار. يمكنك التأكيد بالقول والفعل على حبكما لطفلكما (أنا ووالدك نحبك).

– اجعلا للطفل المساحة الخاصة به في كلا المنزلين، حتى يشعر بالخصوصية والانتماء للمنزلين.

– لاحظا التفاصيل الصغيرة لطفلكما، واهتما بها، وناقشاها. لذلك حافظا على علاقة جيدة بينكما على الرغم من صعوبة الحفاظ على ذلك بعد الانفصال، إلا أنه يجب أن يكون بينكما لغة حوار هادئة لوضع قواعد مشتركة بينكما لتربية طفلكما.

بعض الأمور التي يجب تجنبها بشكل نهائي مع الأطفال عند الانفصال

– لا تتحدث بسوء عن الطرف الآخر مع الطفل أو أمام الطفل، ولا تحرض طفلك عليه بأي صورة، ولا تسمح للآخرين بحديث السوء أمام الطفل سواء عن أبيه أو أمه، وامنع حدوث هذا من كل أفراد الأسرتين – الجدات مثلاً، فالطرف الآخر ربما لم يكن زوجا/ة جيد/ة لكنه ربما يكون والد/ة جيدة فافصل بين الأمور ولا تحدث تضارباً لمشاعر طفلك. وحاول الحفاظ على صورة الطرف الآخر جيدة لأن ذلك سيفقده ثقته بكل منكما فيما بعد، وطبعاً عدم الذم في الطرف الآخر لا مع الطفل ولا حتى مع الآخرين أمام الطفل. هذه أمور غاية في الأهمية.

– لا تجعل طفلك وسيطًا بينكما، فمهما كانت الرسائل بسيطة أو مهمة لا تقحم الطفل فيها، فذلك يزيد من شعوره بالخلاف بينكما، خاصة إذا كانت لهذه الرسائل دلالات خلافية.

– لا تُجند طفلك كجاسوس على الطرف الآخر إذا أردت معرفة شيء يمكنك معرفته بأي طريقة أخرى بعيداً عن استخدام طفلك في خلافاتكما.

– لا تحاول استمالة الطفل ناحيتك بكسر الحدود والقواعد المتفق عليها بينكما. فذلك سيجعله غير مستقر نفسياً وستصعب عليه معرفة حدود الصواب والخطأ.

– إذا فقدت السيطرة على انفعالاتك أمام الطفل بادر بإصلاح ما قمت به في لحظته.

من الطبيعي أن يشعر الأب والأم بالذنب بسبب الطلاق لأن علاقتهم فشلت، ويقلقون بشأن تأثيرها على الأبناء، لكن ذلك في بعض الحالات سيكون أفضل لهم، وبالتالي سيكون لديهم الوقت الكافي للاهتمام بأنفسهم وتقديم الدعم الإيجابي لأطفالهم والتعاون لتنشئة أطفالهم تنشئة سوية.

المصدر: مواقع متخصصة