مجتمع

مرحلة ما قبل المراهقة.. كيف تحتوي الأم ابنتها

مرحلة ما قبل المراهقة أو “اليفاع” هي المرحلة التي تنتقل فيها البنت من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، تبدأ من عمر 9 إلى 12 عاماً، وتمر البنات في هذه المرحلة العمرية بمجموعة من التغيرات الشكلية والسلوكية والعاطفية.

تعرف هذه المرحلة ببداية تقلب الفتاة وتأثرها بالمجتمع المحيط أكثر من العائلة في محاولة الاستقلال بالذات، ويلاحظ الأهل التغيرات المفاجئة من خلال المواقف والتعامل معهم بالدرجة الأولى.

تعتبر مرحلة ما قبل المراهقة عند البنات من المراحل الحساسة والصعبة بالنسبة للأهل، فعند تغير سلوك البنت يحاولون السيطرة عليه بشكل مباشر كما اعتادوا عندما كانت طفلة، وتبدأ الابنة فيها في الابتعاد عن والديها إلى حد ما، يجب على الأهل فهم التغيرات الطبيعية التي قد تظهر على البنات في هذه المرحلة وإن كانت مزعجة بعض الشيء، والتعامل معها بعقلانية لزيادة قدرتهم على استيعاب البنت، فتواجد الأهل في هذه المرحلة يعتبر أهم من أي وقت مضى.​​​​​​​

سلوك البنات ما قبل المراهقة

تبدأ بعض سلوكيات البنات في مرحلة ما قبل المراهقة بالتغير بشكل مفاجئ، ومن السلوكيات الطبيعية المتوقعة من الفتاة في مرحلة ما قبل المراهقة:

السلوكيات الهجومية والتمرد: الهجومية عند الأبناء بشكل عام في مرحلة ما قبل المراهقة هي ظاهرة طبيعية كطريقة للتعبير عن الصراعات النفسية والعاطفية التي يمرون بها، فالبنت هنا تكون منغمسة في التفكير بالبصمة التي تتركها عند الآخرين من أقرانها وقدرتها على الجذب، والرغبة الكبيرة في التفكير بالاستقلالية واثبات الذات التي تدفع البنت إلى التمرد على الأهل في بعض الحالات، فتبدأ بالمعاملة السيئة مع والديها برفع صوتها وتصبح مناقشتها صعبة وحادة في محاولة منها لفرض الرأي ولأفكار.

سلوكيات فيها انتقاص من احترام الكبار: تبدأ البنت ببناء هويتها الخاصة التي تحمل قناعاتها وقد تخالف معتقدات الأهل وغيرهم، فهي خطوة من خطوات الاستقلال الذي يعتبر من الخطوات الإيجابية في حياة البنت لتفكيرها في تحمل المسؤولية، لكن تظهر قلة الاحترام لعدم المعرفة الكافية بكيفية التعامل مع الآخرين بما فيهم الوالدين، فتشعر بالرفض عند تقديم نصيحة على اعتبارها نوع من أنواع التدخل، والجدير بالذكر أن قلة الاحترام من الأمور النسبية المختلفة من طفل إلى طفل، فقد تكون بدرجات متفاوتة أو قد لا تكون أساساً.

تقلبات في المزاج: تترافق مرحلة ما قبل المراهقة مع مجموعة من التغيرات الهرمونية وبالتالي التقلبات المزاجية التي تؤثر على السلوك بشكل كبير، فسوف يلاحظ كل من الوالدين وحتى المجتمع المحيط هذه التقلبات المزاجية في هذه المرحلة الحرجة ويجب التنويه إلى أهمية تقبل الأهل هذه التغيرات.

تغيير في الاهتمامات: قد يلاحظ الأهل تراجع الاهتمام بالهوايات التي كانت تستمتع بها البنت، فقد تجدها تميل إلى ممارسة الرياضة والفنون وغيرها من الاهتمامات التي تجدها مناسبة للمرحلة التي تمر بها، كما أصبحت تهتم بإبراز جمالها وجاذبيتها، وقراءة الروايات الرومانسية، والذهاب في رحلاتها الخاصة مع أصدقائها وحضور الحفلات.

الحساسية والعاطفة بشكل مفرط: لا تستطيع البنت في هذا السن الصغير التعامل مع المشاعر المتغيرة ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الحساسية المفرطة في مرحلة ما قبل المراهقة وتتحكم بها عواطفها المتقلبة، تحتاج البنت لفترة حتى تفهم طبيعة هذه المشاعر بمساعدة الأم والأب.

الانسحاب الاجتماعي: يحدث عند بعض البنات في مرحلة ما قبل المراهقة نتيجة الخجل أو بسبب التعليقات السلبية التي توجه لها ما يجعلها ترغب في البقاء في المنزل لفترات أطول ويزداد البعد عن الأهل وحتى بعض الأقارب وتصبح أكثر الرغبة في الاندماج مع أصدقاء جدد أو مجموعات معينة من الأصدقاء ممن يبادلها الاهتمامات أو المشاعر نفسها.

 

تشجيع السلوك الجيد في سن ما قبل المراهقة

يساعد تشجيع السلوك الجيد في سن ما قبل المراهقة في تشكيل هوية خاصة للبنت بشكل صحيح، ودور الأهل يكون هاماً حيث ماتزال البنت تحت سيطرة الوالدين وأكثر قرباً منهما، ومن الطرق التي تشجع بها ابنتك على السلوك الجيد:

تعليم الفتاة معنى الحرية وحدودها: من الضروري منح بعض الحرية للبنت في مرحلة ما قبل المراهقة مع بعض القيود التي يضعها الأهل للتمكن من تكوين شخصيتها الخاصة ونموها بشكل صحيح، ما يشعرها بالانتماء للعائلة والحكمة في اتخاذ القرارات الصائبة في المراحل العمرية المقبلة.

شرح أهمية احترام الآخرين والمجتمع المحيط: قد يجد الأهل بعض المعاناة مع البنت في مرحلة ما قبل المراهقة، حيث تبدأ ببعض التصرفات التي تقلل من احترام الأهل وغيرهم من أفراد المجتمع، فشرح أهمية الاحترام المتبادل للبنت يساعدها إلى حد كبير في تقييم تعاملها ومراجعة نفسها عند الخطأ مع أي شخص كان، وحتى احترام ذاتها.

التشجيع على التفكير الذاتي: يساعد التفكير الذاتي عند الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة في أن تكون مرحلة المراهقة أكثر سلاسة، فيجب منح البنت الوقت والمساحة الكافيين لمعرفة اهتماماتها الخاصة، والتفكير بها حسب ميولها ما يجعلها في المستقبل تعرف مسؤولياتها وقدراتها الخاصة بعيداً عن تدخل الأهل والضغط عليها.

حث الفتاة على تحمل المسؤولية: تبدأ الفتاة في مرحلة ما قبل المراهقة بالاستقلال عن العائلة، فيجب أن تكون على دراية كافية حول مسؤولياتها وحقوقها وكيفية الحصول عليها، فعندما تظهر البنت رغبة في شيء لا يتوافق مع رغبة الأهل يجب مناقشتها بالنتائج وأهمية الاعتراف بالأخطاء التي ترتكبها.

خلق بيئة عائلية محبة ومتقبلة: قد تساهم الأسرة في تفاقم الوضع سوءاً بالنسبة لسلوك البنت في مرحلة ما قبل المراهقة كما تساهم أيضاً في تهدئتها، ففي الأسرة المفككة غالباً ما تكون البنت أكثر عرضة للاضطرابات العاطفية والنفسية، أما خلق بيئة أسرية مبنية على التفاهم والحوار المستمر يجعل هذه المرحلة أكثر سلاسة لتوافر الاستقرار العاطفي بين أفرادها.

 

كيف أحتوي ابنتي في مرحلة ما قبل المراهقة؟

يسعى الأهل وخاصةً الأم إلى معرفة الطريقة التي تتمكن بها من التقرب من ابنتها في مرحلة ما قبل المراهقة لتعلم المصاعب والمشاكل التي تتعرض لها البنت في هذه المرحلة:

تخصيص بعض الوقت للبنت: من الضروري تخصيص بعض الوقت لقضائه مع البنت، وخاصةً الأم، لسماع البنت ومشاكلها ما يساعد في التدخل بالوقت المناسب والتقرب من البنت وكسب ثقتها ومساعدتها في احترام عائلتها واللجوء إليهم.

تعزيز العلاقة مع الوالدين: رغم أن البنت في سنوات المراهقة وما قبل المراهقة تقضي معظم وقتها مع أصدقائها إلا أنها تبقى بحاجة كبيرة لوجود أبويها، فيجب أن تعرف البنت أنها متى احتاجت اللجوء إلى عائلتها سوف تلقى الاهتمام والوقت الكافي لها.

مشاركتها في اهتماماتها: يمكن للأم احتواء ابنتها بشكل كبير عن طريق مشاركتها بعض الاهتمامات كممارسة الرياضة ومشاهدة الأفلام الرومانسية وحتى بعض الهوايات مثل الركض في الصباح الباكر، فهي ليست فقط طريقة لاحتواء البنت وحسب، بل أيضاً تتيح الفرصة لزيادة الثقة بينهما ما يجعل للبنت رغبة أكبر للحديث مع والدتها في بعض الأسرار الخاصة بها.

احترام الخصوصية: لكل بنت في مرحلة ما قبل المراهقة أسرارها الخاصة التي ترغب في الاحتفاظ بها، فهي بحاجة إلى مزيد من الخصوصية التي يجب أن يمنحها الأهل بتقديم بعض المساحة في التفكير والاستكشاف لدعم استقلاليتها وتحمل مسؤولياتها التي تساعد في بناء شخصيتها.

المشاركة في صنع القرار: عندما تبلغ الفتاة مرحلة ما قبل المراهقة تشعر بأنها قادرة على اتخاذ القرارات الصائبة رغم صغر سنها، وهذا الأمر طبيعي ويجب على الأهل تشجيعه ودعمه لتستطيع البنت فعلاً معرفة اتخاذ القرارات الصحيحة في حياتها الخاصة، ويتم تشجيعها من خلال مشاركتها في اتخاذ بعض القرارات البسيطة في المنزل ما يجعلها تشعر بأهميتها ضمن أسرتها وتعتاد على اتخاذ قراراتها في مرحلة المراهقة.

المصدر: مواقع متخصصة