ثقافة وفن

31 عاما على رحيل رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي

31عاما مرت على رحيل رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي دون أن يمنع فيها غياب جسده بقاءه في دائرة الضوء بما تركه من لوحات كاريكاتيرية ساخرة وشخصية حنظلة التي اخترعها وغدت أيقونة فنية عالمية.

ولد ناجي عام 1937 في قرية الشجرة وإثر الاحتلال الإسرائيلي تهجر مع أهله إلى جنوب لبنان حيث عاشوا في مخيم عين الحلوة وبعد إنهاء دراسته سافر إلى الكويت والتحق بعدد من الصحف كرسام كاريكاتير، كما عمل في صحيفة السفير اللبنانية.

وانتقل ناجي للإقامة في لندن عام 1985 حيث تمت عملية اغتياله بعد عامين في الـ 22 من تموز عام 1987 بأحد شوارع العاصمة البريطانية وأصيب تحت عينه اليمنى وبقي في المستشفى إلى أن وافاه الأجل في الـ 29 من آب 1987 متأثرا بجراحه.

تميزت أعمال ناجي الفنية بالنقد اللاذع والموجه مسخرا فنه للتغيرات السياسية ولخدمة فلسطين وشعبها ولفضح الاحتلال ولا سيما عبر شخصية حنظلة البالغ من العمر 10 سنوات والتي رسمها لأول مرة عام 1969 وهي لطفل فلسطيني تهجر من وطنه في العاشرة من عمره وسيظل في هذا السن حتى يعود اليه.

وأما سبب تكتيف يديه فذكر العلي: “كتفته بعد حرب تشرين التحريرية 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة في دلالة على رفض حنظلة المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة فهو ثائر وليس مطبع”.

أصبح حنظلة فيما بعد بمثابة توقيع ناجي على لوحاته وحظيت بحب الجماهير العربية لكونها تعبير عن صمود الشعب الفلسطيني بوجه المصاعب التي تواجهه.

كما كان العلي يكرر رسم شخصيات أخرى في لوحاته مثل شخصية فاطمة التي لا تعرف المهادنة وشخصية سمينة وتمثل الشخصيات الانتهازية وشخصية جندي الاحتلال الاسرائيلي طويل الأنف المرتبك أمام الحجارة التي يرميها أطفال فلسطين.

الفنان التشكيلي رامز حاج حسين قال عن ناجي العلي: “هو بمثابة الأيقونة التي تحفظ روحي من الانزلاق وهو نقطة العرق التي تلسع جبيني إذا ما تراجعت وما يميز فن ناجي الروح المتقدة الوثابة التي تكمن وراء كل خط رسمه هذا الفنان المقاوم الحامل لهموم شعبه وأمته عبر تعابيره ورسومه الساخرة الناقدة”.

الأديب محمد عزوز أكد أن موضوع رسوم ناجي التحريضية على النضال من أجل العودة لوطنه الأم كان السبب في التخطيط لاغتياله من قبل العصابات الصهيونية، معتبرا أن شخصيتي حنظلة وفاطمة ظلتا في ذاكرة كل عربي نقي وفي لبلده ولأخوته في الإنسانية فتخلدت وخلدت صاحبها.

وأشار عزوز إلى أن طفولة التغريب التي عاشها الفنان العلي عن وطنه كانت بذرة ظهور الموهبة لديه نماها حسه الوطني وعمله المبكر في مهن قاسية مختلفة بسبب ضيق الحال مظهرا وعيا سياسيا أدخله السجن عدة مرات لينطلق بعدها إلى العالمية ولتنهال عليه الجوائز كأحد أشهر رسامي الكاريكاتير في العالم.