ثقافة وفن

الفن الإيراني المعاصر في سوريا

افتتح بصالة الشعب التابعة لاتحاد التشكيليين السوريين يوم الجمعة معرضاً قدم فيه خمسة فنانين إيرانيين مزيجا من الفن التشكيلي المعاصر في بلدهم بمناسبة الذكرى الـ 39 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران.

وضم المعرض الذي يستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل 40 عملا فنيا تنوعت بين الخط العربي والرسم الحروفي والغرافيك والمنمنمات والكاريكاتير اختزلت التيارات التشكيلية في إيران ما شكل نافذة ثقافية أطل من خلالها الجمهور السوري على النتاج الفني الإيراني المتطور والمميز في عدة مجالات فنية تختصر مئات الأعوام من الحضارة.

وقال الدكتور احسان العر رئيس اتحاد التشكيليين “أغلب الأعمال المعروضة اليوم هي للخط الفارسي المعروف بقيمته كهوية للفن في إيران إلى جانب مجموعة من الأعمال الجميلة” مبينا أن الفنانين طرحوا رؤاهم من خلال هذه اللوحات تجسيدا لحالتي التالف والتعاون السوري الإيراني في كل المجالات.

وأضاف العر “تشكل هذه المعارض حالة تماه بين الفن التشكيلي السوري والإيراني وسنقيم في اليومين القادمين ندوة ثقافية حول موضوع المعرض تجمع فنانين سوريين وايرانيين ليتحدثوا عن خصوصية الفن الايراني ولا سيما الخط الفارسي إضافة لمعارض وندوات ثقافية متبادلة ستقام مستقبلا لتشبيك وتمتين العلاقات على الصعيد الفني التشكيلي ما بين البلدين”.

بدوره ذكر المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية ابو الفضل صالحي نيا أن دمشق استضافت قبل الحرب على سورية العديد من المعارض لفنانين ايرانيين وباعتبار أن البلاد تجاوزت المرحلة الصعبة من الحرب بات من المناسب إعادة إحياء هذه النشاطات مبينا ان المعرض سينقل فيما بعد إلى دار الأسد للثقافة والفنون إلى جانب مجموعة من النشاطات ضمن فعالية كبيرة الخميس تشارك فيها فرقة موسيقية إيرانية.

إقامة المعارض الفنية والنشاطات الثقافية في دمشق وفق صالحي يشير إلى تعافي سورية وتجاوزها مرحلة الخطر.

وقال محمد هادي التسخيري الملحق الثقافي الإيراني في سورية “هذا المعرض الفني يجتمع فيه خمسة فنانين إيرانيين كبار هم أساتذة جامعات ولهم مشاركات عديدة في المعارض الداخلية والدولية وقدموا مجموعة من اللوحات المعنية بالخط والرسم والكاريكاتير والغرافيك تتويجا للتعاون بين وزارة الثقافة والمستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق”.

الفنان التشكيلي محمد علي رجبي الذي يعد من أهم التشكيليين الإيرانيين قال “كما اختلطت الدماء بين الشعبين السوري والإيراني عبر شهدائنا فداء لقضية واحدة يجب أن نكون متعاونين ومتحدين بكل المجالات ومنها الفن والثقافة” مشيرا إلى أنه ستقام بهذا الصدد فعاليات ومعارض فنية مشتركة في إيران.

فنان الكاريكاتير احمد رضا بيضائي قال “وجودنا في سورية للمشاركة بهذا المعرض مصدر سعادة لنا لأننا مررنا بنفس الظروف” مؤكدا أن موقف المثقف الإيراني في نصرة المبدعين السوريين وفاء لما قدمه وطنهم لإيران ولغيرها من البلدان.

الفنان رضا شعباني المختص بفن الغرافيك قال “أشارك بخمس عشرة لوحة تعتمد على نمط تركيب المواد المختلفة والطباعة واغلب المواضيع تدور حول المقاومين مع التركيز على موضوع الإيثار والدفاع عن المقدسات عبر تقديم صور عن الشهداء الذين ارتقوا في سورية”.

الخطاط حسين شيركوند أوضح أنه يشارك للمرة الأولى بمعرض فني في سورية وقال “لوحاتي تتمحور حول آيات من القران الكريم واستفدت من خط نص التعليق في تنفيذ هذه الأعمال وسعيت من المشاركة إلى المساهمة بإيجاد أرضية مشتركة بين الفنانين السوريين والإيرانيين ونشر فن الخط وخاصة خط نص التعليق”.

وعن أهمية المعرض قال الباحث احمد المفتي “المعرض من الفعاليات الفنية المهمة جدا ويحمل إلينا عدة فنون إيرانية من الخط والمنمنمات والكاريكاتير وهو يدل على التطور الفني والفكري الذي وصل اليهما الشعب